بقلم: السعيد الخميسى
* نعم.. مصر أم الدنيا بحضارتها وتراثها وتاريخها ونيلها وشعبها . لكنها ليست أم الدنيا استعراضا كاذبا من أحد بالمن والأذى على شعبها , كالذى ينفق ماله رئاء الناس . أو بمنحة مدفوعة الأجر من حاكم , أو هبة من طاغية , يجعلها أم الدنيا إذا قتل شبابها , ورمل نساءها , ويتم أطفالها , وسجن علماءها , وشوه شرفاءها , وأتهم أمناءها . والتهم ثرواتها , وبلع خيراتها , وأدخل شعبها بيت طاعته..! . فساعتها يكون الطاغية هو الوطن , والوطن هو , هو الدولة , والدولة هو . هو الجغرافيا , والتاريخ هو . هو الماضى والحاضر والمستقبل . أما إذا حاسب الشعب حاكمه , وعاقب طاغيته وقال له : قف مكانك من أين لك هذا..؟ فساعتها فلن يسر الطاغية أن تكون بلده أم الدنيا, ولاأخت الدنيا , ولابنت الدنيا , بل تمنى لو أتى على بلاده حين من الدهر لم تكن فيه شيئا مذكورا..! ؟.
* إن الطغاة فى كل زمان وفى كل مكان يلوكون حروف الكلمات بين أنيابهم وتحت أضراسهم كما تلوك البقرة البرسيم الجاف تحت لسانها فى يوم عاصف جاف , فلاهى بلعته أو طحنته أو حتى لفظته من فمها , بل تظل تلوكه طيلة النهار حتى ينعم عليها صاحبها بدلو من الماء حتى يسهل عليها قذف هذا البرسيم الجاف فى طيات أمعائها . فتهدأ وتستكين وتخلد إلى الراحة المؤقتة . هكذا مفردات الكلمات وسطور العبارات تظل فى أفواه الطغاة وجلادين الشعوب حتى تجف المعانى وتذبل فى أفواههم , فإذا خرجت فإنها تخرج شاحبة باهتة صفراء لونها لكنها لاتسر الناظرين بقدر ماتجلب عليهم التعاسة والكآبة واليأس والإفلاس أمام المجتمع وأمام الناس .
* منذ متى والطغاة يفهمون لغة الشعوب..؟ منذ متى والطغاة يحترمون عقيدة الأمة ودينها..؟ منذ متى والطغاة يقيمون لشعوبهم وزنا..؟ منذ متى والطغاة يحترمون علماء أمتهم وشيوخها ..؟ منذ متى والطغاة يعتبرون دماء شعوبهم خطا أحمر , فلايتجاوزوه ولايريقوه..؟ منذ متى والطغاة يحترمون منافسيهم السياسيين فلايعتبروهم أعداء للوطن..؟ إن الطغاة على مدار التاريخ يعتبرون الخلاف معهم خلاف مع الوطن, ونقدهم هو نقد للوطن , ومحاسبتهم حساب للوطن , والخروج عليهم إذا ظلموا خروج على الوطن بل كفر وشرك يستوجب تنفيذ حكم الإعدام فى ميدان عام . ببساطة , الطغاة يعتبرون أنفسهم آلهة فى الأرض , والأقل إجراما منهم يعتبر نفسه نصف إله..! . فهم الشعب وهم الدولة وهم الوطن , وكل ثروات الوطن هى إرث شرعى لهم ولأبنائهم واحفادهم ورثوها كابرا عن كابر..! ؟
* إن الطغاة فى كل زمان وفى كل مكان دائما يتشدقون بأن أوطانهم هى أم الدنيا , والحقيقة المرة العلقم أن أوطانهم تحت سياط حكمهم كالشاة المذبوحة والمسلوخة , قد أكلوا لحمها ومصوا دماءها , وقبل ذلك قد جففوا ضرعها وشربوا خيرها حتى تركوها قاعا صفصفا لاترى فيها خيرا ولانفعا . كلبشوا شعوبهم بكلابش من حديد , ووضعوا على رأس كل مؤسسة كل جبار عنيد , لكى يتمكنوا من إحكام السيطرة عليهم هذا العمر المديد , ولايتركون مقاعد الحكم حتى تتقرح أجساد شعوبهم الدم قبل الصديد . ثم يتغنون بأن أوطانهم هى أم الدنيا . ولو أمعنت النظر بدقة فى أحوال الناس لارتد إليك بصرك خاسئا وهو حسير من هول ماتراه من بؤس الشعب وفقره وفاقته , لكن الطغاة لايرون ولايسمعون إلا من خلال ثقوب صغيرة فى باب مفاتيحه بيد أجهزة أمنهم التى تدير المشهد من أوله لآخره .
* والحق أقول أن الطغاة لم ينالوا حظا وافرا من التعليم , ولاقسطا زاخرا من الثقافة , فمعظمهم لايجيد التحدث بلغة بلاده فتراه يتلعثم فى نطق حروف اللغة الرسمية للوطن . وإذا اضطر إلى إلقاء كلمة كتبها له أحد كتبة السلطان فإنه يبيت ليلته قلقا مضطربا يقرأ الورقة مرارا وتكرار عشرات المرات . ثم تكون الطامة الكبرى ساعة أن يمسك الطاغية بالورقة ليقرأها فتراه غاضبا ثم يهيج فتراه مصفرا , يرغى ويزبد , يهدد ويتوعد , خارج النص المكتوب لأنه استشعر أن أمامه مطبا صناعيا من الكلمات يوشك أن يصطدم به فيقع على الأرض مغشيا عليه كقائد السيارة الغشيم الذى لايجيد التعامل مع مثل هذه المطبات..!؟ إنهم لاعلاقة لهم لا بالقراءة ولا بالكتابة ولابالعلم ولا بالتعليم . لذا تراهم يجمعون حولهم البلهاء من علماء السلطان الذين لايجيدون غير لغة " اضرب فى المليان ..! "
* الطغاة يكرهون العلم والعلماء , يمقتون العقل والفكر المستنير . يحاربون الدين ليل نهار ولايسمحون إلا بإقامة شعائر شكلية وطقوس وهمية لاتسمن ولاتغنى من جوع . هم كالذئب الذى يخرج فى ثياب الواعظين و يسمح للديك أن يؤذن فوق الشجرة حتى إذا انتهى الديك من رفع الآذان , أشار له الذئب بأن ينزل من على أعالى الشجرة حتى يصلى معه فى جماعة , والمؤكد أنها سوف تكون الجماعة بل الصلاة الأخيرة للديك فى حياته الدنيا . وخاب وخسأ من ظن أن للثعلب دينا..! ؟ هكذا الطغاة يجمعون جولهم أنصاف السياسين , وأرباع المتعلمين , وأشباه الرجال المتلونين الذين يزينون له سوء عمله فيراه جميلا حسنا . وأن الوطن فى عهده الميمون فى أحسن حال وأجمل مما كان . فيظن وإن بعض الظن إثم أنه على الحق المبين وهو فى الحقيقة أضل من الشيطان الرجيم..! ؟.
* نعم ياطغاة كل زمان , وياجبابرة كل عهد , وياظلمة كل عصر , مصر هى أم الدنيا . ولكن ليست أم الدنيا بالاقدمية...! ؟ . فطريق التقدم والرقى لمن صدق وليس لمن سبق . ليست أم الدنيا بالفكاكة أو الفهلوة أو الكذب أو التلفيق . ليست أم الدنيا بالسجن والاعتقال . ليست أم الدنيا بالقهر والذل والعدوان . ليست أم الدنيا بالسرقة والنهب والاحتيال . ليست أم الدنيا بالتسول على موائد اللئام . ليست أم الدنيا بالتدليس والتزوير . ليست أم الدنيا بنشر الرعب والخوف فى كل مكان . ليست أم الدنيا بدهس إرادة الشعب تحت عجلات المدرعات وطحن جثث الشعب تحت سيارة الترحيلات . وطهى لحوم البشر تحت عجلات المجنزرات . ليست أم الدنيا بنشر ثقافة من ليس معى فهو ضدى حسب النظرية البوشية الأمريكية المستحدثة..!؟ .
* أقل لكم يعنى إيه مصر أم الدنيا إن كنتم لاتعلمون..! . أم الدنيا تعنى أن نحكم بين الناس بقوة الحق لا بحق القوة. أم الدنيا تعنى أن ُتتخد قرارات مصر من قلب القاهرة وليس من دبى وأبو ظبى وتل أبيب والبيت الأبيض والأحمر. أم الدنيا تعنى احترام إرادة الشعب . أم الدنيا تعنى أن لاتأتى للقضاة الأحكام جاهزة وماعلى على القاضى إلا الإنصياع والتنفيذ . أم الدنيا تعنى حفظ الأعراض والممتلكات والأرواح. أم الدنيا تعنى أن الناس سواسية كاسنان المشط أمام القانون والدستور . أم الدنيا تعنى أن لاتعيش شريحة كبيرة من الشعب فى عشش كالقبور وآخرون يتمتعون بالعيش فى القصور . أم الدنيا تعنى أن لايحاكم المرء ويسجن لانتمائه الفكرى والعقدى . أم الدنيا تعنى أن لايبيت فى السجون والمعتقلات برئ واحد واللصوص يرتعون ويلعبون وأنتم لهم حافظون . أم الدنيا تعنى أن تكون مصر دولة مؤسسات قوية منتخبة , وليست دولة يقودهاعصابات فاسدة استولت على الحكم بقوة السلاح والذخيرة. هذه بعض مواصفات أم الدنيا إن كنتم صادقين أيها الفاسدون المتنطعون المتفيقهون المتشدقون.
* إن الطغاة فى كل زمان وفى كل مكان يلوكون حروف الكلمات بين أنيابهم وتحت أضراسهم كما تلوك البقرة البرسيم الجاف تحت لسانها فى يوم عاصف جاف , فلاهى بلعته أو طحنته أو حتى لفظته من فمها , بل تظل تلوكه طيلة النهار حتى ينعم عليها صاحبها بدلو من الماء حتى يسهل عليها قذف هذا البرسيم الجاف فى طيات أمعائها . فتهدأ وتستكين وتخلد إلى الراحة المؤقتة . هكذا مفردات الكلمات وسطور العبارات تظل فى أفواه الطغاة وجلادين الشعوب حتى تجف المعانى وتذبل فى أفواههم , فإذا خرجت فإنها تخرج شاحبة باهتة صفراء لونها لكنها لاتسر الناظرين بقدر ماتجلب عليهم التعاسة والكآبة واليأس والإفلاس أمام المجتمع وأمام الناس .
* منذ متى والطغاة يفهمون لغة الشعوب..؟ منذ متى والطغاة يحترمون عقيدة الأمة ودينها..؟ منذ متى والطغاة يقيمون لشعوبهم وزنا..؟ منذ متى والطغاة يحترمون علماء أمتهم وشيوخها ..؟ منذ متى والطغاة يعتبرون دماء شعوبهم خطا أحمر , فلايتجاوزوه ولايريقوه..؟ منذ متى والطغاة يحترمون منافسيهم السياسيين فلايعتبروهم أعداء للوطن..؟ إن الطغاة على مدار التاريخ يعتبرون الخلاف معهم خلاف مع الوطن, ونقدهم هو نقد للوطن , ومحاسبتهم حساب للوطن , والخروج عليهم إذا ظلموا خروج على الوطن بل كفر وشرك يستوجب تنفيذ حكم الإعدام فى ميدان عام . ببساطة , الطغاة يعتبرون أنفسهم آلهة فى الأرض , والأقل إجراما منهم يعتبر نفسه نصف إله..! . فهم الشعب وهم الدولة وهم الوطن , وكل ثروات الوطن هى إرث شرعى لهم ولأبنائهم واحفادهم ورثوها كابرا عن كابر..! ؟
* إن الطغاة فى كل زمان وفى كل مكان دائما يتشدقون بأن أوطانهم هى أم الدنيا , والحقيقة المرة العلقم أن أوطانهم تحت سياط حكمهم كالشاة المذبوحة والمسلوخة , قد أكلوا لحمها ومصوا دماءها , وقبل ذلك قد جففوا ضرعها وشربوا خيرها حتى تركوها قاعا صفصفا لاترى فيها خيرا ولانفعا . كلبشوا شعوبهم بكلابش من حديد , ووضعوا على رأس كل مؤسسة كل جبار عنيد , لكى يتمكنوا من إحكام السيطرة عليهم هذا العمر المديد , ولايتركون مقاعد الحكم حتى تتقرح أجساد شعوبهم الدم قبل الصديد . ثم يتغنون بأن أوطانهم هى أم الدنيا . ولو أمعنت النظر بدقة فى أحوال الناس لارتد إليك بصرك خاسئا وهو حسير من هول ماتراه من بؤس الشعب وفقره وفاقته , لكن الطغاة لايرون ولايسمعون إلا من خلال ثقوب صغيرة فى باب مفاتيحه بيد أجهزة أمنهم التى تدير المشهد من أوله لآخره .
* والحق أقول أن الطغاة لم ينالوا حظا وافرا من التعليم , ولاقسطا زاخرا من الثقافة , فمعظمهم لايجيد التحدث بلغة بلاده فتراه يتلعثم فى نطق حروف اللغة الرسمية للوطن . وإذا اضطر إلى إلقاء كلمة كتبها له أحد كتبة السلطان فإنه يبيت ليلته قلقا مضطربا يقرأ الورقة مرارا وتكرار عشرات المرات . ثم تكون الطامة الكبرى ساعة أن يمسك الطاغية بالورقة ليقرأها فتراه غاضبا ثم يهيج فتراه مصفرا , يرغى ويزبد , يهدد ويتوعد , خارج النص المكتوب لأنه استشعر أن أمامه مطبا صناعيا من الكلمات يوشك أن يصطدم به فيقع على الأرض مغشيا عليه كقائد السيارة الغشيم الذى لايجيد التعامل مع مثل هذه المطبات..!؟ إنهم لاعلاقة لهم لا بالقراءة ولا بالكتابة ولابالعلم ولا بالتعليم . لذا تراهم يجمعون حولهم البلهاء من علماء السلطان الذين لايجيدون غير لغة " اضرب فى المليان ..! "
* الطغاة يكرهون العلم والعلماء , يمقتون العقل والفكر المستنير . يحاربون الدين ليل نهار ولايسمحون إلا بإقامة شعائر شكلية وطقوس وهمية لاتسمن ولاتغنى من جوع . هم كالذئب الذى يخرج فى ثياب الواعظين و يسمح للديك أن يؤذن فوق الشجرة حتى إذا انتهى الديك من رفع الآذان , أشار له الذئب بأن ينزل من على أعالى الشجرة حتى يصلى معه فى جماعة , والمؤكد أنها سوف تكون الجماعة بل الصلاة الأخيرة للديك فى حياته الدنيا . وخاب وخسأ من ظن أن للثعلب دينا..! ؟ هكذا الطغاة يجمعون جولهم أنصاف السياسين , وأرباع المتعلمين , وأشباه الرجال المتلونين الذين يزينون له سوء عمله فيراه جميلا حسنا . وأن الوطن فى عهده الميمون فى أحسن حال وأجمل مما كان . فيظن وإن بعض الظن إثم أنه على الحق المبين وهو فى الحقيقة أضل من الشيطان الرجيم..! ؟.
* نعم ياطغاة كل زمان , وياجبابرة كل عهد , وياظلمة كل عصر , مصر هى أم الدنيا . ولكن ليست أم الدنيا بالاقدمية...! ؟ . فطريق التقدم والرقى لمن صدق وليس لمن سبق . ليست أم الدنيا بالفكاكة أو الفهلوة أو الكذب أو التلفيق . ليست أم الدنيا بالسجن والاعتقال . ليست أم الدنيا بالقهر والذل والعدوان . ليست أم الدنيا بالسرقة والنهب والاحتيال . ليست أم الدنيا بالتسول على موائد اللئام . ليست أم الدنيا بالتدليس والتزوير . ليست أم الدنيا بنشر الرعب والخوف فى كل مكان . ليست أم الدنيا بدهس إرادة الشعب تحت عجلات المدرعات وطحن جثث الشعب تحت سيارة الترحيلات . وطهى لحوم البشر تحت عجلات المجنزرات . ليست أم الدنيا بنشر ثقافة من ليس معى فهو ضدى حسب النظرية البوشية الأمريكية المستحدثة..!؟ .
* أقل لكم يعنى إيه مصر أم الدنيا إن كنتم لاتعلمون..! . أم الدنيا تعنى أن نحكم بين الناس بقوة الحق لا بحق القوة. أم الدنيا تعنى أن ُتتخد قرارات مصر من قلب القاهرة وليس من دبى وأبو ظبى وتل أبيب والبيت الأبيض والأحمر. أم الدنيا تعنى احترام إرادة الشعب . أم الدنيا تعنى أن لاتأتى للقضاة الأحكام جاهزة وماعلى على القاضى إلا الإنصياع والتنفيذ . أم الدنيا تعنى حفظ الأعراض والممتلكات والأرواح. أم الدنيا تعنى أن الناس سواسية كاسنان المشط أمام القانون والدستور . أم الدنيا تعنى أن لاتعيش شريحة كبيرة من الشعب فى عشش كالقبور وآخرون يتمتعون بالعيش فى القصور . أم الدنيا تعنى أن لايحاكم المرء ويسجن لانتمائه الفكرى والعقدى . أم الدنيا تعنى أن لايبيت فى السجون والمعتقلات برئ واحد واللصوص يرتعون ويلعبون وأنتم لهم حافظون . أم الدنيا تعنى أن تكون مصر دولة مؤسسات قوية منتخبة , وليست دولة يقودهاعصابات فاسدة استولت على الحكم بقوة السلاح والذخيرة. هذه بعض مواصفات أم الدنيا إن كنتم صادقين أيها الفاسدون المتنطعون المتفيقهون المتشدقون.