آن لابن عزوز أن يمد قدميه!
فلا أخفيكم سراً يا قراء، أنني فوجئت بالأداء البائس، لعبد الفتاح السيسي في المقابلة التلفزيونية التي أجراه معه الأخوين لميس؛ لميس الحديدي وإبراهيم عيسي!.
وهذه المفاجأة بالأداء، لم تكن من إنسان كان يظن في المتحدث ما يظنه عوام المعجبين به، فلم تخدعني خطاباته الانقلابية، فقد قلت منذ اللحظة الأولي أنه محمد حسنين هيكل يطل علينا، ومثلي يستطيع أن يميز أسلوب الكتاب. والمدرسة الصحفية المصرية هي في الأصل والفصل مدرسة الأسلوب.
كما أنني أعرف أن اختفاء الرجل المتكرر سببه، أنه لا يوجد لديه ما يقوله، وهو عندما يظهر في المشهد فان كلامه مفككاً، وعباراته منكوشة، وجمله ليست مستقيمة ولا تستطيع أن تصلب طولها. وحتى في مجال الحب وهو تخصصه الدقيق، لم يقل شيئاً ذا قيمة. والمتصوفة تكلموا في الحب لكن بفلسفة عميقة. ولم يبلغ جهده في الحديث فيه تفسيرات المطرب محمد فؤاد، وهو يشرح معني الحب الحقيقي.
وقد أنشد أحد المتصوفة الكبار: الحب وحدنا، فصرنا نبضة يمضي بها عبر الحياة كلانا.
بيد ان السيسي وهو يتحدث في الحب لم يقدم رؤية فلسفية كما المتصوفة، أو تفسيرات منطقية كمحمد فؤاد. وهو يظن لمجرد أنه تحدث من بين الضلوع، أنه اثبت أن ينبوع حنان تفجر في منطقة الشرق الأوسط.
كان رأيي منذ البداية، أن السيسي ليس صاحب رؤية سياسية، أو فهم اقتصادي، أو وجهة نظر في الحياة، تمثل له مرجعية في الحكم، أو في ممارسة السياسة.
ومع كل هذا الفهم السابق لحقيقته إلا أنني فوجئت بهذا المستوي المزري، الذي لا يصلح معه أن نناقشه، فالوسيلة الوحيدة للتعاطي مع ما قاله وما بدا عليه، هو أن نلطم الخدود، و نشق الجيوب، وأن ندعو بدعاء الجاهلية، علي مصير مصر و"سوء بختها"، ولأن يكون هذا الشخص الفارغ من المضمون، هو الذي قاد البلاد إلى الكارثة التي نحياها، علي تواضع قدراته!.
يطلق علي البعض أحيانا لقب " الكاتب الساخر"، وأعتقد أن هذه الرجل قادر بمقابلة تلفزيونية واحدة كل شهر، أن يحيل عموم الكتاب الساخرين في الوطن العربي وضواحيه، للتقاعد، لأنه وهو في قمة الجدية، يفعل في الناس مالا يحققه عموم الكتاب الساخرين في المنقطة، من إثارة للهجة، واستدعاء الابتسامات للشفاه.
لقد وصلت السخرية مداها، عندما سئل عن برنامجه لمواجهة قضية البطالة، فإذا بنا نكتشف أن الأمر بسيط للغاية، وأنه يمكن أن يتم شراء ألف سيارة بتمويل من أحد البنوك، وكل سيارة يعمل عليها ثلاثة من الشباب المتعطل، فيشتروا فاكهة من سوق العبور ويقوموا ببيعها لحسابهم.. فتحل مشكلة البطالة!.
كان الرجل مدهشاً وهو يتحدث عن أمور بدت كما لو كانت اختراعات توصل إليها بعقليته " المعملية الفذة"، وكأنه اكتشف قيام البنوك بالتمويل، وكأنه اخترع " سوق العبور" بيد أن الأزمة في أن عدد المتعطلين ليس ثلاثة آلاف مواطن لكنهم تجاوزوا العشرة ملايين نسمة. ولو أن هذا الكلام ضمن برنامج لمرشح للمجالس المحلية لاتخذه الناس هزواً. فما بالنا وصاحبنا مرشح لرئاسة جمهورية مصر العربية؟!.
وفق نظريته في حل مشكلة البطالة قام السيسي بحل أزمة الكهرباء التي حالت دون مشاهدة كثيرين لمقابلته " المسجلة"، فقد كانت الكهرباء غائبة عن بيوتهم، وهو انقطاع صار عنوان مرحلة الانقلاب.
فقد تفاقمت الأزمة بشكل لافت، مع أن الرئيس محمد مرسي الذي قيل أن سبب انقطاع الكهرباء في عهده راجع الي تهريبه الكهرباء إلى أهله وعشيرته في غزة، لم يعد يحكم، ولم يعد بالتالي يقوم بتهريب الكهرباء إلى إخوانه في حركة حماس.
فقد كان اكتشاف السيسي في "اللمبة الموفرة"، وهي اختراع قديم، عمره عشر سنوات تقريباً، لكن السيسي يبدو أنه سمع بها لأول مرة، فنظر إليها باعتباره اكتشافاً لا يقل عن اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح. ومن ثم فقد أكد أنه للقضاء علي أزمة انقطاع الكهرباء يكون باستعمال " اللمبات الموفرة".
لكن فاته أن اللمبة الموفرة لن تقوم مقام السخان، أو مبرد الهواء، أو الثلاجة، أو الغسالة، إلى ما إلى ذلك.
وهذا الاكتشافات التي تحدث عنها السيسي ذكرتني بالأخ العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح، في مرحلة النشأة والتكوين، عندما كان أن يؤكد أن المرأة تحيض والرجل لا يحيض.. باعتبار أن هذا اكتشاف هو صاحب امتيازه حصرياً والسيسي في مرحلة الرجل يحيض والمرأة لا تحيض، وعندما يصل إلى مرحلة الكتاب الأخضر، سيكون في مرحلة النضج الفكري والبدني!.
بعد إذنكم يا قراء، لقد آن لابن عزوز أن يمد قدميه.
فلا أخفيكم سراً يا قراء، أنني فوجئت بالأداء البائس، لعبد الفتاح السيسي في المقابلة التلفزيونية التي أجراه معه الأخوين لميس؛ لميس الحديدي وإبراهيم عيسي!.
وهذه المفاجأة بالأداء، لم تكن من إنسان كان يظن في المتحدث ما يظنه عوام المعجبين به، فلم تخدعني خطاباته الانقلابية، فقد قلت منذ اللحظة الأولي أنه محمد حسنين هيكل يطل علينا، ومثلي يستطيع أن يميز أسلوب الكتاب. والمدرسة الصحفية المصرية هي في الأصل والفصل مدرسة الأسلوب.
كما أنني أعرف أن اختفاء الرجل المتكرر سببه، أنه لا يوجد لديه ما يقوله، وهو عندما يظهر في المشهد فان كلامه مفككاً، وعباراته منكوشة، وجمله ليست مستقيمة ولا تستطيع أن تصلب طولها. وحتى في مجال الحب وهو تخصصه الدقيق، لم يقل شيئاً ذا قيمة. والمتصوفة تكلموا في الحب لكن بفلسفة عميقة. ولم يبلغ جهده في الحديث فيه تفسيرات المطرب محمد فؤاد، وهو يشرح معني الحب الحقيقي.
وقد أنشد أحد المتصوفة الكبار: الحب وحدنا، فصرنا نبضة يمضي بها عبر الحياة كلانا.
بيد ان السيسي وهو يتحدث في الحب لم يقدم رؤية فلسفية كما المتصوفة، أو تفسيرات منطقية كمحمد فؤاد. وهو يظن لمجرد أنه تحدث من بين الضلوع، أنه اثبت أن ينبوع حنان تفجر في منطقة الشرق الأوسط.
كان رأيي منذ البداية، أن السيسي ليس صاحب رؤية سياسية، أو فهم اقتصادي، أو وجهة نظر في الحياة، تمثل له مرجعية في الحكم، أو في ممارسة السياسة.
ومع كل هذا الفهم السابق لحقيقته إلا أنني فوجئت بهذا المستوي المزري، الذي لا يصلح معه أن نناقشه، فالوسيلة الوحيدة للتعاطي مع ما قاله وما بدا عليه، هو أن نلطم الخدود، و نشق الجيوب، وأن ندعو بدعاء الجاهلية، علي مصير مصر و"سوء بختها"، ولأن يكون هذا الشخص الفارغ من المضمون، هو الذي قاد البلاد إلى الكارثة التي نحياها، علي تواضع قدراته!.
يطلق علي البعض أحيانا لقب " الكاتب الساخر"، وأعتقد أن هذه الرجل قادر بمقابلة تلفزيونية واحدة كل شهر، أن يحيل عموم الكتاب الساخرين في الوطن العربي وضواحيه، للتقاعد، لأنه وهو في قمة الجدية، يفعل في الناس مالا يحققه عموم الكتاب الساخرين في المنقطة، من إثارة للهجة، واستدعاء الابتسامات للشفاه.
لقد وصلت السخرية مداها، عندما سئل عن برنامجه لمواجهة قضية البطالة، فإذا بنا نكتشف أن الأمر بسيط للغاية، وأنه يمكن أن يتم شراء ألف سيارة بتمويل من أحد البنوك، وكل سيارة يعمل عليها ثلاثة من الشباب المتعطل، فيشتروا فاكهة من سوق العبور ويقوموا ببيعها لحسابهم.. فتحل مشكلة البطالة!.
كان الرجل مدهشاً وهو يتحدث عن أمور بدت كما لو كانت اختراعات توصل إليها بعقليته " المعملية الفذة"، وكأنه اكتشف قيام البنوك بالتمويل، وكأنه اخترع " سوق العبور" بيد أن الأزمة في أن عدد المتعطلين ليس ثلاثة آلاف مواطن لكنهم تجاوزوا العشرة ملايين نسمة. ولو أن هذا الكلام ضمن برنامج لمرشح للمجالس المحلية لاتخذه الناس هزواً. فما بالنا وصاحبنا مرشح لرئاسة جمهورية مصر العربية؟!.
وفق نظريته في حل مشكلة البطالة قام السيسي بحل أزمة الكهرباء التي حالت دون مشاهدة كثيرين لمقابلته " المسجلة"، فقد كانت الكهرباء غائبة عن بيوتهم، وهو انقطاع صار عنوان مرحلة الانقلاب.
فقد تفاقمت الأزمة بشكل لافت، مع أن الرئيس محمد مرسي الذي قيل أن سبب انقطاع الكهرباء في عهده راجع الي تهريبه الكهرباء إلى أهله وعشيرته في غزة، لم يعد يحكم، ولم يعد بالتالي يقوم بتهريب الكهرباء إلى إخوانه في حركة حماس.
فقد كان اكتشاف السيسي في "اللمبة الموفرة"، وهي اختراع قديم، عمره عشر سنوات تقريباً، لكن السيسي يبدو أنه سمع بها لأول مرة، فنظر إليها باعتباره اكتشافاً لا يقل عن اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح. ومن ثم فقد أكد أنه للقضاء علي أزمة انقطاع الكهرباء يكون باستعمال " اللمبات الموفرة".
لكن فاته أن اللمبة الموفرة لن تقوم مقام السخان، أو مبرد الهواء، أو الثلاجة، أو الغسالة، إلى ما إلى ذلك.
وهذا الاكتشافات التي تحدث عنها السيسي ذكرتني بالأخ العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح، في مرحلة النشأة والتكوين، عندما كان أن يؤكد أن المرأة تحيض والرجل لا يحيض.. باعتبار أن هذا اكتشاف هو صاحب امتيازه حصرياً والسيسي في مرحلة الرجل يحيض والمرأة لا تحيض، وعندما يصل إلى مرحلة الكتاب الأخضر، سيكون في مرحلة النضج الفكري والبدني!.
بعد إذنكم يا قراء، لقد آن لابن عزوز أن يمد قدميه.