قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية نقلا عن مصادر استخبارية بالقدس، أن قدرة مصر على التعامل مع المنظمات الارهابية في سيناء "محدودة" ومخابراتها الحربية تعاني من "ضعف" ، ولهذا تساعد إسرائيل المصريين في هذا الشأن وتقدم له الدعم الاستخباري عن الجماعات المسلحة في سيناء وتمدهم بتقارير استخبارية في معارك سيناء ، وأن التعليقات التي قالها السيسي خلال لقاءته التلفزيونية الاخيرة عن خطر المسلحين في سيناء والعلاقات الجيدة مع اسرائيل "هي مجرد تصريحات تؤكد على المصلحة المصرية للتعاون مع استخبارات اسرائيل" .
وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته فجر اليوم الأربعاء 21 مايو 2014 تحت عنوان : Israel in danger without Egypt"s army in Sinai, says al-Sis أن "إسرائيل" تقوم بالتالي بتزويد مصر بمعلومات استخبارية عن الجماعات والتنظيمات الإسلامية العاملة في سيناء من أجل تحسين قدرة الجيش المصري - الضعيفة استخباريا - على مواجهة هذه الجماعات عبر تقديم المعلومات الاستخبارية للجانب المصري لمساعدته في هذا الجانب حيث تبين في كثير من الأحيان أنه تنقصه المعلومات الاستخبارية اللازمة لمواجهة التنظيمات "الإرهابية".
ونقل محرر الصحيفة "روي قيس"، "أتيلا سومفالفي" عن مصادر سياسية وعسكرية صهيونية إن العلاقات بين "إسرائيل" والجيش المصري "لم تكن في يوم من الأيام أفضل مما هي عليه الآن" ، ون التنسيق بين الجيشين المصري والإسرائيلي واستخباراتهما لم يتوقف عن التعاون والتنسيق بسبب التقاء مصالح الجانبين، والشراكة الاستراتيجية في مواجهة تهديد الجماعات الإسلامية "المتطرفة ، وأن هذا التعاون لم يتوقف حتي خلال حكم الرئيس مرسي ، أي يجري بدون علمه .
وقالت يديعوت احرونوت : "يعتبر وجود الجيش المصري في سيناء مصلحة إسرائيلية، وقالت مصادر في القدس أن التعاون مع الجيش المصري هو أفضل من أي وقت مضى ، والعلاقات مع الجيش المصري مستمرة حتى عندما كان الإخوان المسلمون في السلطة " .
وأضافت نقلا عن مصادر دبلوماسية : "أن التعاون الوثيق يأتي من فهم السلطة المصرية أنه لا يمكن تجاهل الإرهاب الإقليمي وأنه يهدد مصر نفسها أيضا، التي تعاني تراجعا في السياحة نتيجة لذلك " .
وقالت الصحيفة الاسرائيلية أن : "الوجود العسكري المصري في سيناء يساعد أيضا في محاربة حماس وغيرها من الجماعات الإرهابية في غزة التي تستخدم لتهريب الأسلحة شبه الجزيرة في قطاع غزة " .
ونقلت عن السيسي تاكيده لهذا في احد حوارته الاخيرة عندما قال : " "إسرائيل تعرف أن عدم وجود الجيش المصري في سيناء يشكل خطرا عليها أكثر مما يفعل لمصر" ما يعني أن وجود الجيش المصري في سيناء هو لخدمة "الأمن الإسرائيلي" أكثر مما يخدم مصر .
وأضافت : "الجيش المصري أسهم بشكل غير مسبوق في تحسين البيئة الأمنية والإستراتيجية لإسرائيل من خلال دوره في وقف تهريب السلاح للحركات الفلسطينية في قطاع غزة بسبب حقيقة أن شبه جزيرة سيناء تمثل منطقة واسعة ومفتوحة سهل عمليات تهريب السلاح إلى قطاع غزة، وهو ما يبرز حجم أهمية دور الجيش المصري في مواجهة هذا الواقع" .
وقالت أن كل الدلائل تؤكد على "مصداقية وجدية" الحرب التي يشنها السيسي ضد حماس والتنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة والتنظيمات الجهادية والجهات المسئولة عن تهريب السلاح في سيناء.
وأبدت الصحيفة الصهيونية رضاها ورضا المؤسسات الامنية في تل ابيب علي تشديد السيسي على احترامه المواثيق والمعاهدت الدولية لمصر بما فيها معاهدة السلام مع اسرائيل واتفاقية كامب ديفيد .
ونوهت إلى أن السيسي تراجع عن تعهده السابق بالمبادرة لتغيير اتفاقية كامب ديفيد، حيث ربط الأمر بالتفاهم مع "إسرائيل، منوهين إلى أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو هو الذي وافق على زيادة تواجد الجيش المصري في سيناء، لإدراكه أهمية الدور الذي يقوم به هذا الجيش في مواجهة "عناصر الإسلام المتطرف" . السيسي طلب تعزيز الاتصالات
وسبق للموقع الإخباري الإسرائيلي "والاه" WALLA أن أكد الاسبوع الماضي أن المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي أمر قادة الأجهزة الأمنية المصرية مؤخراً بتعزيز التعاون والتنسيق مع نظرائهم الإسرائيليين وأن السيسي يحافظ شخصياً على إجراء اتصالات مع كبار قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وأنه يتحدث مع وزير الحرب "الإسرائيلي" موشيه يعلون شخصيا في هذا الصدد .
وأوضح "وللا" أن السيسي يقلد سلوك مبارك تجاه "إسرائيل" حيث كان مبارك يرفض زيارة "إسرائيل" لكنه في المقابل كان يحافظ على علاقات وثيقة وقوية معها في الخفاء، سيما على الصعيد الأمني، مشيراً إلى أن حديث السيسي خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة عن رفضه القيام بزيارة لإسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية يندرج في هذا التكتيك.
وأوضح الموقع مع هذا ، أن حرص السيسي على تعميق علاقاته مع "إسرائيل" وشنه الحرب على حركة حماس لن يضمنا له استقرار حكمه بعد تولي منصب الرئاسة.
ونقل التقرير عن المستشرق البرفسور يورام ميطال، رئيس "مركز هيرتزوغ للدبلوماسية" في جامعة "بن غوريون" قوله أن اللامبالاة التي يبديها المصريون تجاه الانتخابات الرئاسية ترجع لإحساس عارم لدى القوى الثورية التي شاركت في ثورة 25 يناير أنه تمت الإطاحة برأس النظام، في حين أن النظام حافظ على مؤسساته، علاوة على تأثير الأزمة الاقتصادية والنقص الحاد في المواد الأساسية "الذي يقترب من الكارثة".
ونوه ميطال إلى أن أهم شعار يرفعه السيسي هو الالتزام بـ "تصفية جماعة الإخوان المسلمين"، مستدركاً أن هذا الشعار "غير واقعي لأن الجماعة ستواصل العمل وستحظى بدعم قطاعات واسعة من الشعب المصري، رغم حرص الجيش والمؤسسة الأمنية على إبادتها".
وحذر ميطال من أن تهديد السيسي بتصفية جماعة الإخوان المسلمين يمثل "سيفاً ذو حدين، فمن ناحية قد يؤدي إلى إضعاف نشاط الجماعة، لكنه في الوقت ذاته سيفاقم من مظاهر عدم الاستقرار وسيزيد الأمور تعقيداً".