/>

هل صليت على السيسي اليوم؟! بقلم: أحمد تايلور







(1)


جرب كدا..اطبع عنوان المقال واستخدمه كملصق على سيارتك، توكتوكك،حائط منزلك، مكتبك ....الخ


قبل أن تفعل هذا، أريد أن أوضح لك عزيزي القاريء أنها ليست دعوة للشرك بالله، مجرد رحلة استكشافية في عقل المهرجين الذين يحكمون "البتاعة" اللي عايشين فيها دي.


واطمئن على سلامتك الشخصية وسلامة أموالك، لن يمسسك أحد، ولن تطبق عليك غرامة الملصق إياه، ولن تستمع للصوت الجهوري للسيد مساعد وزير الداخلية لشئون الإعلام وهو يحذرك من القضاء على ملصقك الجديد، وربما تُصرف لك مكافأة (بدل شرك بالله).

(2)


-عملتوا إيه ياولاد النهاردة في الملصق إياه !


-تمام يافندم ..نفذنا كل الأوامر وصادرنا، بالصلاة على النبي كدة، كل ملصقات (هل صليت على النبي اليوم) !


اذا كنت جاداً في محاربة عدوك، فادعو له بالغباء لا الفناء!

(3)


- تقدر تقولي إيه فايدة منشور زي دا في المجال العام؟


- مجال عام إيه، دا على عربيتي!


- وهي عربيتك دي بتمشي فين ..مش بتمشي في الشارع؟


- اه ..وبعدين!


- بعدين إيه ..الشارع دا مجال عام مش مجالك الخاص، وبالتالي مينفعش تعمل كدا في حاجة مش بتاعتك.


- ممكن أسال حضرتك سؤال؟


- اتفضل!


- اخر مرة رحت فيها الشهر العقاري كانت امتى.


- أول امبارح ..كنت بجدد البطاقة.


- شوفت صور السيسي اللي على حائط الشهر العقاري اللي حضرتك كنت بتجدد فيه البطاقة؟!


- اه.


- والشهر العقاري دا مجال عام ولا مجال خاص؟!


- لا مجال عام وحكومي كمان!


- حلووو.. عملت إيه بقى لما شوفت صور السيسي؟!


- غنيت تسلم الأيادي!


- ؟؟؟؟!!!


- آه وبشرة خير كمان عشان مبقاش كذاب!


حوار متخيل بين شخصين أحدهما عاشق لبرامج التوك شو، والآخر عاشق للحوار الذي يديره يومياًمع عشاق التوك شو!

(4)


"مفيش حاجه بعد كده اسمها قياده دينيه، رئيس الدولة هو المسؤل عن الدين والقيم والمبادىء".


عبدالفتاح السيسي - من لقاءه مع سكاي نيوز قبل اجراء الانتخابات الرئاسية.


وهنا نأتي لمربط – لمؤاخذة – الحمار، فوزارة الداخلية لا مشكلة لديها مع الملصق في حد ذاته، أزيدك من الشعر بيت؟! وزارة الداخلية على استعداد كامل لنشر هذا الملصق بنفسها على السيارات، وتطبيق غرامة لمن لا يفعل..طب المشكلة فين؟!


المشكلة أن صاحب هذه الحملة مجهول بالنسبة لهم، المشكلة أن هذه الحملة الدينية لم يدشنها رئيس الدولة المسؤول عن القيم والدين والأخلاق"!، هذه أزمة وزارة الداخلية مع الملصق، قيادة (جهة) أخرى تسعى لتوجيه المواطنين دينياً.

(5)


تغريدة 1


- وحضرتك رتبتك إيه ؟

- أنا رئيس قسم مكافحة الصلاة على النبي!


تغريدة 2


- ملصق هل صليت على النبي مخالف لقوانين المرور!

- وصورة #السيسي حضرتك بتنظم المرور مثلاً!


تغريدات تفاعلت مع هاشتاج #هل_صليت_على_النبي_اليوم!


وهنا لا تحتاج الداخلية فقط تحسين مجموع أفرادها في الثانوية العامة، لكنها تحتاج مائة عام لكي تفهم أن الشيء الذي يزعجها مرغوب فيه، وأن الشيء الذي تسعى لمحاصرته سيسعى آخرون، وهم كثر، لنشره بكل السبل، وأن الشيء الذي تنفق من أجله المال وتسلط عليه مندوبيها في الإعلام لمنعه سينتشر بقوة الصاروخ!


فقط لأنها الداخلية، كل ما يزعجها يفرحنا، وكل ما يفرحها يزعجنا.


وهنا الدرس المستفاد: إذا أرادت الداخلية حجب شيئاَ، تأكد أنه سينتشر بشكل لم يسع ولم يخطط له أنصاره أصلاً!


درس آخر مستفاد: ليه تصرف على الترويج لفكرتك، لما ممكن تقنع مساعد وزير الداخلية لشئون الإعلام بضروة محاربتك!

(6)


مجرد منشور على زجاج السيارات، أصبح حديث الناس في المقاهي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.


"كل المفروض مرفوض ".. محمد منير.


أعرف أشخاص لا تؤمن بالتعبير عن الانتماءات الدينية في المجال العام، وأنا من ضمن هؤلاء، لكنها تتضامن مع الملصق بشكل عجيب، هؤلاء لم يعطوا ظهورهم لأفكارهم القديمة وانحيازاتهم الأيدولوجية العميقة، بل أرادوا إزعاج الوزارة التي لا تفعل سوى إزعاجهم!


وأستطيع هنا أن ألخص لك علاقة الدولة بالمجتمع خلال الفترة القادمة: أرنب أنور في منورنا، وأرنبنا في منور أنور!

(7)


"في وقت قريب سيتم القضاء على ملصقات" هل صليت على النبي اليوم"، لأنها تشير إلى مقدمات ربما تحمل بين طياتها توجهاً طائفيا".


اللواء عبد الفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية لشئون الإعلام.


الداخلية تفرض غرامة 30 جنيه لكل من يضع آية أو حديث على سيارته الشخصية، لكنها تتجاهل آلاف الصور التي تنتشر للسيسي ليس فقط على السيارات والحوائط بل وعلى دبابات الجيش المصري!


"ملصقات الصلاة على النبي طائفية، وملصقات السيسي مربة بالقشطة".


هذا هو مضمون رسالة وزارة الداخلية للمواطنين.


عفواً..لا هي وزارة، ولا هم مواطنون!

(8)


"إن الوزارة بدأت شن حملات مكثفة لإزالة ملصقات بعنوان -هل صليت على النبى اليو؟- التى انتشرت مؤخرا على السيارات والحوائط، فى عدة مناطق بالقاهرة والمحافظات، والقوات فى حالة انتشار دائم، والحملات تزيل جميع الملصقات التى لا تتسق مع القيم والأخلاق، والتى تحمل تجاوزات".


"إن القانون يُجرم استخدام أو تعليق أى ملصقات أو علامات بالسيارات، وسبق أن انتشرت مثل هذه الشعارات الدينية التى تشير لتوجه ما، فتوجهت حملة لإنهائها، لأنها تشير إلى مقدمات ربما تحمل بين طياتها توجها طائفيا، وهناك قانون مُحدد لوضع الملصقات على السيارات".


محمد ابراهيم – وزير داخلية مرسي الأسبق، ووزير داخلية عدلي منصور السابق(مشيها عدلي منصور)، ووزير داخلية السيسي الحالي!

(9)


رسالة إلى وزير الداخلية:


أرجو تطبيق قانون حظر الملصقات على السيد رئيس الجمهورية الذي لا يكل ولا يمل من استخدام الدين في ثنايا حديثه، ولا يكل رجاله من نشر صوره في الطرقات وعلى المباني وعلى زجاج السيارات، بل وداخل المؤسسات الحكومية.


ولي هنا عدة أسئلة: ألا يعتبر الخطاب الديني المتكرر للسيسي عن طبيعة الإسلام الذي يجب أن يتدين به المواطنون تحريض وطائفية؟هل للدولة دين؟! هل يجب أن يرعى رئيس الجمهورية الأخلاق والدين؟!..ألا يستفز هذا الخطاب اخواننا في الوطن الذين لا يؤمنون بالدين الإسلامي؟! ألا يشعرون بغصة في قلبهم عندما يستمعوا لرئيس دولتهم وهو يردد آيات من دين آخر ويتجاهل أديانهم؟! لماذا لا يترك رئيس الدولة الدين وشأنه، فالدولة كيان محايد بين المختلفين دينياً ومذهبياً وطائفياً؟!


من الآخر يعني ياسيادة الوزير: ألا ترى أن رئيسك يحرض على الطائفية عبر ترويجه لتصور واحد من دين واحد في بلد لا يتدين مواطنوه بديانة واحدة ومذهب واحد؟!


وبعدين ياسيادة الوزير، المواطن يضع هذا الملصق على ممتلكاته الخاصة، مش زي ما دولة حضرتك بتعمل وتعلق صور السيسي داخل المنشآت الحكومية، وعلى دبابات الجيش المصري!


(10)


تنزعج الداخلية من ملصق الصلاة على النبي، لكنها لا تنزعج من وضع صور السيسي في مقرات الشهر العقاري بالجمهورية، أو على الدبابات والمعدات العسكرية للجيش المصري.


وبعد أن قضت على تجارة المخدرات، وقبضت على كل المتحرشين، وضبطت مهربي السلاح والخارجين عن القانون، وأرسلت للمحاكمة أعضاء تنظيم أنصار بيت المقدس الذي قالوا لنا أنه مدبر الانفجارات، وبعد أن تمكنت من إعادة الامن للشارع، بعد كل ذلك استحدثت الوازارة وظيفة جديدة وهي وظيفة القضاء على الصلاة على النبي! ( الفراغ وحش)!


بعد ذلك إذا سمعك أحد المخبرين تبدأ حديثك لشخص آخر قائلاً: "بص ياسيدي.. صلي على النبي كدة و...." لن يسمح لك أن تكمل جملتك وسيأخذك إلى القسم بتهمة الصلاة على النبي!


صلوا على السيسي، ربما تفلتوا من العقاب!

(11)


(الموضوع مش هزار، الموضوع له بعد سياسي، في حد ورا المسألة دي، ممكن حد مجنون من هنا أو من هنا يحط ملصق ..اكسدام في اكسدام.. تقوم العركة)!


الإعلامي جمال عنايت.


"الورقة البائسة دي ..بستنكرها ..وقرفان منها ..اللي بينشر الورقة دي عايز يجرجرنا ويضحك علينا، بقول لأجهزة الدولة انها تقيم القانون..اللعب في هذه المناطق ممنوع..اللعب من هؤلاء النصابين والقتلة ممنوع..مش هنرجع تاني ".


الكاتب الصحفي جمال فهمي.


وهنا ندرك أزمة جديدة لوزارة الداخلية، فهي تؤمن أكثر من اللازم بمقولة ( شعب متدين بطبعه)، الداخلية تتخيل أن الطريق إلى الإخوان، أو أى تيار اسلام سياسي جاد في الوصول للسلطة، يبدأ عبر ملصق مجهول.


لا يريد أن يعلم أحد من جهابذة الدولة وأولادها أن جزءاً كبيراً من المصريين تعاطف مع الإخوان أيام مبارك وانتخبهم بعد خلعه، لأنهم – أى الإخوان- كانوا البديل الجيد للدولة التي فقدت قدراتها الخدمية واهتمت برجال الأعمال على حسابهم.


ياسادة..احنا (شعب علماني بطبعه)، يفصل الدين عن السلوك، الملصق الديني الذي يضعه السائق على سيارته لن يمنعه من ( تطليع دين ) الزبائن: ( أربعة ورا ياحضرات – الأجرة جنيه ونص واللي مش عاجبه ينزل)!


معظم موظفي الدولة حريصون على إبداء تدينهم داخل أروقة المكاتب، لكن هذا لا يمنعهم من ابتزاز المواطنين بالرشاوى لتخليصهم من سماجة الروتين.


وهكذا....



(12)


إذا حاول الإخوان طيلة مائة سنة قادمة توضيح فكرة أنها حرب على الإسلام وليست حرباً على الإخوان! لما نجحوا، الداخلية تفعل ذلك بممارساتها اللطيفة، وبهذه المناسبة أطلب من الإخوان إرسال بوكيه ورد (أحمر) إلى الداخلية وتشكرها على الدعم المجاني لها، ولا تنس عزيزي الإخواني أن تزيل الكارت الذي ستضعه على بوكيه الورد بجملة( هل صليت على النبي اليوم)!


(13)


عزيزي رئيس الجمهورية: أنا لا أريد أن أزعجك، بالتأكيد لديك مهام ثقيلة وسباق وعجل وورد، لكني فقط أسألك: هل صليت على النبي اليوم؟ واذا لم تجب على السؤال فاعلم أن وزير داخليتك هو اللي منعك!


التعليقات
0 التعليقات