ظهرت بقوة في الفترة الأخيرة خلال حرب الكيان الصهيوني وعدوانه الإرهابي على قطاع غزة "أنفاق المقاومة".
كان الحديث دائماً عن الأنفاق بين قطاع غزة ومصر والتي تستخدم في نقل البضائع والسلاح، لكن الحديث تحوّل الآن إلى أنفاق بين غزة وإسرائيل تستخدمها المقاومة في التصدي للاحتلال الإسرائيلي، وأدت إلى اتهام المخابرات الإسرائيلية بالفشل.
"أنفاق المقاومة" .. ليست مجرد حفرة في الأرض تمتد لبضعة أمتار .. هي معجزة ليس لها تفسير إلا انها مؤيدة من الله سبحانه وتعالى...
ذكر بعض النشطاء المتابعين والمهتمين بقضية الأمة الأولى "فلسطين" وفي القلب منها المقاومة ، ذكروا بعض المعلومات التي وصلوا إليها بعد مطالعة تقارير صدرت عن الكيان الصهيوني نفسه وماكشفت عنه عمليات المقاومة من إثخان للعدو .. في قلب المدن والمستوطنات الصهيونية...
يقول الناشط هيثم قطب :
فى أكتوبر 2013 اكتشفت وحدة ( مكافحة الأنفاق ) الأمنية التابعة لجيش الاحتلال الصهيونى أحد أعقد وأطول الأنفاق التى بناها بشر .. فرح المجتمع الإسرائيلى بهذا الإنجاز، لكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عرفت حجم المصيبة التى وقعوا فيها ..
مساء الأحد، 13 أكتوبر 2013 نشرت يديعوت أحرونوت تقريرًا مسائيًا عاجلًا على موقعها على الشبكة يشرح تفاصيل النفق المكتشف وتصريحات المسئولين الإسرائيليين عنه .. حسنًا .. بعد التقرير فهم الجميع لماذا أصيب الإسرائيليون بالجنون !
النفق يمتد من قرية ب " عبسان " شرق خان يونس، وينتهى بداخل مستوطنة العين الثالثة .. بمسافة تقترب من ال 300 متر داخل الأراضى المحتلة فقط .. وبطول كُلى (2500 متر) !
لم تخطىء القراءة .. النفق امتد لـ 2 كيلومتر ونصف بالفعل .. وتراوح عمقه بين ال 18 وال 22 مترًا تحت الأرض .. نتكلم هنا عن إرتفاع بناء من خمسة طوابق تقريبًا .. وعانى جيش الإحتلال الأمرين بعد الإستعانة بمجموعات هندسية كاملة وفحص جغرافى شامل للمنطقة ليستطيعوا الوصول إليه واكتشافه .. بعد خداع حفارى القسام للمجسات الأمنية المنتشرة ودوريات الطائرات بدون طيار على مدار الساعة ..
ابق معى .. الآن .. نعطى الكلمة لدكتور هشام المغارى، أستاذ الدراسات الأمنية بأكاديمية فلسطين للعلوم الأمنية والإستراتيجية .. والذى وضح حجم المعجزة حينها بالأرقام ..
قُدر عرض النفق ب 1.2 مترًا وارتفاع بلغ 2.2 مترًا .. بحجم إجمالى 6600 مترًا مكعبًا .. كمية الرمال التى أخرجت من النفق تعادل ملء 365 شاحنة كبيرة .. ولأن الفلسطينيين ليست لديهم رفاهية الشاحنات، فقد عادلت كمية الحفر تقريبًا 660 ألف دلو، مليون إلا ثلث تقريبًا ..
لو كان المقاوم يحمل عشرة دلاء فى كل مرة ذهابًا وإيابًا بواسطة آلة ميكانيكية بسيطة، فهذا معناه إجمالى مسافات قُطعت لإخراج الرمال من جهة خان يونس طبعًا قدرها 165 ألف كيلو متر .. ما يعادل طول البحر الأحمر ( 80 مرة ) .. أو المسافة بين رفح والقاهرة ( 400 مرة ) !
استخدم المقاومون فى البناء 15 ألف بلاطة خرسانية من القطع الكبير .. إجمالى مسافات نقل هذه البلاطات بلغ 18 ألف كيلو مترًا ( طول البحر الأحمر 18 مرة ) !
النكتة، أن كل ذلك تم بناؤه بأسمنت جيد النوع فعلًا ( 800 طن حسب تقرير إسرائيلى وبتكلفة قدرها 10 ملايين دولار ) .. وعندما عرف الإسرائيليون ذلك قرروا وقف إدخال مواد البناء، أى ذرة مواد مهما كانت للقطاع.
ويضيف الناشط "إبراهيم هيمتوكس" قائلا :
قرأت تحقيقاً يقول أن إسرائيل اكتشفت 30 نفقاً يصلون لداخل الأراضي المحتلة، بينما تقول المخابرات الأمريكية أن أقمارها الصناعية رصدت 60 ممراً تحت الأرض!
قرأت تعبيراً طريفاً لأحد الأصدقاء يقول:
"إسرائيل اكتشفت شبكة لـ“مترو الأنفاق” تحت غزة !"
تعقيباً على تصريح للمخابرات الأمريكية تقول فيه أن "المشكلة" هي أن الأنفاق لها أكثر من مخرج لذا هم لا يعرفون عددها !
***
ويضيف : دفعتني هذه المقولة الطريفة للبحث عن طول أنفاق غزة فوجدت مصدراً إسرائيلياً يتحدث عن أن طول النفق الواحد يتراوح بين 700 - 1,500 متر، بينما يتحدث مصدر ألماني عن حوالي 800 متر !
لنفترض أن متوسط طول النفق الواحد هو 700 متر فقط، أضف إليه بياناً للجيش المصري الشقيق في مارس الماضي يقول فيه أنه دمر 1,200 نفق ينقلون الأغذية والبضائع إلى غزة !
أي أن مصر وحدها دمرت “نظرياً” 840 كيلومتر من الأنفاق !!!
بالطبع هو افتراض نظري للغاية ولا أظن أن أحداً على سطح الأرض يملك تقديراً حقيقياً لطول هذه الأنفاق إلا رجال المقاومة أنفسهم..
لكنها بكل تأكيد (وعلى أقل تقدير) عشرات الكيلومترات !
هي بكل تأكيد (وعلى أقل تقدير) معجزة هندسية تستحق أن نتوقف أمامها كثيراً !
***
ويشير لمعلومة مشابهة قائلا : مترو أنفاق القاهرة الذي يتفاخر به أيتام البائس مبارك طوله هو 77.9 كيلومتر، تم تنفيذه بقرض من الحكومة الفرنسية وباستخدام خبرات هندسية فرنسية !
***
ويضيف إبراهيم: تخيل شبكة هائلة من الأنفاق التي يتخطى طولها عشرات الكيلومترات “على أقل تقدير” فرتها سواعد رجال المقاومة الفلسطينية بوسائل بدائية للغاية تحت حصار خانق لثمان سنوات من عدو يملك الأرض والبحر والسماء، ويراقبهم بكل ما يمكن أن يحمل كاميرا من طائرات بدون طيارات لمناطيد وحتى أقمار صناعية، ويمنع عنهم مواد البناء والمحروقات وبعض المواد الغذائية التي يشتبه (مجرد اشتباه) في أن بالإمكان استخدامها ضده !
***
ويختم تدوينته قائلا :
- ماذا أعدّت حماس؟
- أعدّت الله ورسوله !"
الشهيد نزار ريان، 2009