ربنا مش هيسكت ؟!
ما تريده دولة الصرب المصرية في المرحلة الحالية يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
أولا : منع الانتخابات التشريعية لحرمان الإسلاميين من المشاركة في وضع الدستور ، والحكومة القادمة .
ثانيا : استمرار الحكم العسكري حتى يمكن ابتزازه وتحقيق امتيازات للمتمردين الطائفيين ، وبقاء هيمنة الأقلية على الأكثرية والتمييز ضدها .
ثالثا : تفريغ الثورة من مضمونها في الحرية والديمقراطية والعدل ، وضمان عدم تطبيق القانون على الأقلية في الواقع الاجتماعي والسياسي .
رابعا : اللعب بفزاعة الحماية الدولية وطلب التدخل الأميركي من خلال خونة المهجر الذين يتظاهرون أمام الكونجرس والبيت الأبيض وبعض العواصم الغربية واستراليا ، وعقد لقاءات بين بعض المتعصبين وأجهزة المخابرات في الغرب وأميركا للترويج لما يسمى اضطهاد الأقباط .
خامسا : استمرار الشحن الطائفي في الداخل لمنع الطائفة من المشاركة في الحياة العامة ، وخاصة بعد رفض قطاع كبير من النصارى أوامر القيادة الطائفية المتمردة بعدم المشاركة في ثورة يناير ونزول أعداد منهم إلى ميدان التحرير ، وشاركوا مع إخوانهم المسلمين في التظاهر والاعتصام ، فضلا عن شغل الطائفة عن حكاية الزواج الثاني والطلاق لغير علة الزنا ، وخاصة بعد أن أعلنت مجموعات لا يستهان بها الانسحاب من الكنيسة الأرثوذكسية ، والانتساب إل طوائف أخر ى .
هذه الغايات التي تريدها دولة الصرب في مصر ( تضم المتمردين الطائفيين وغلاة العلمانيين ، وبقايا اليسار الحكومي ومرتزقة الإعلام والثقافة وأشباههم ) ، يبدو أنها تحققت أو في طريقها إلى التحقق ، بحكم إدارة الصرب للمعركة مع المجلس العسكري بدهاء ، واعتمادا على إمبراطورية الإعلام الصربي المتوحشة . وولاء المجموعات المتنصرة عمليا لهذه الإمبراطورية وتلك الدولة الصربية !
وقد كانت جريمة ماسبيرو التي خططت لها قيادة الدولة الصربية بذكاء كبير قمة المراحل التي أسهمت في تحقيق أهدافها بنجاح كبير ، فقد تم شحن البسطاء من الطائفة بما يسمى عملية الاستشهاد والصعود إلى المسيح من أجل الكنيسة المصرية الأرثوذكسية المضطهدة وبقائها ، وبالفعل خرج الرهبان المتمردون المتعصبون للنداء على النصارى في شوارع شبرا حتى ماسبيرو ، وألبسوا الشباب المغرر بهم الأكفان البيضاء وعليها شعار " شهيد تحت الطلب " ، وكان القتلة الذين عاثوا في الأرض فسادا وهم في طريقهم إلى نفق شبرا ، ثم اقتحامهم لجريدة الأهرام ومبنى نقابة الصحفيين وتكسير واجهته الزجاجية ، وترويعهم للسائرين في شارع رمسيس ثم استخدام السلاح لقتل جنود الجيش المجهولين على بوابة ماسبيرو ؛ الذين لم يشأ المجلس العسكري الإعلان عن أعدادهم حرصا على الروح المعنوية للقوات المسلحة ، وتواترت الروايات أن عددهم وصل إلى 66 شهيدا عسكريا عدا الجرحى والمصابين .
ويؤكد بولس رمزي أحد المفكرين النصارى تعليقا على جريمة ماسبيرو ؛ وجود مؤامرة لتقسيم مصر بقوله: 'سيناريو تقسيم مصر وإقامة الدولة القبطية جاهز وموجود، والخطورة أنهم بدءوا الآن في تنفيذه!"
ويتابع كلامه مع مختار عبد العال مدير تحرير جريدة 'المساء' قائلا :" فبعد إسقاط الشرطة جاء الدور لمحاولة إسقاط القوات المسلحة وزرع الفتنة بين أبناء الوطن والجيش من أجل إغراق البلاد في حالة من الفوضى والفتن الطائفية ".
كما جاء على لسان المذيع بقناة الحرة عمرو خليل الذي استضافته المذيعة منى الشاذلي في برنامج 'العاشرة مساء' على قناة دريم مساء السبت الماضي؛ أنه شاهد المتظاهرين يحرقون مدرعة و3 أوتوبيسات تابعة للجيش بواسطة زجاجات المولوتوف وأنابيب الغاز، وعندما قفز ثلاثة جنود من المدرعة - خشية الموت حرقاًـ أمسك بهم المتظاهرون وضربوهم وسحلوهم في الشارع، ثم تدخل الناس فأنقذوهم وسلموهم لإخوانهم في الجيش!'.
ويؤكد كمال زاخر، على مخطط الجريمة التي أعدتها الدولة الصربية المصرية في شهادة خطيرة أدلى بها إلى مجلة آخر ساعة نشرت في الملف الشامل الذي نشرته المجلة (17/10/2011) حيث قال : 'القساوسة الذين يتبنون خطابا تحريضيا مثل القسيس الذي توعد محافظ أسوان بالقتل والضرب بالجزمة ليس ذلك من المسيحية في شيء ، والإسلام أيضا لا يتبنى مثل هذه النبرة ولا أي دين على الإطلاق سواء على مستوى السلوك أو على مستوى اختيار الألفاظ " ويضيف معلقا على تطرف بعض الرهبان : " فالراهب لا يجوز له الخروج من الدير إلا للضرورة القصوى كتلقي العلاج على سبيل المثال، والذين يقولون إن القرآن محرف وأن المسلمين ضيوف على مصر، والكلام هنا عن الأنبا بيشوي تحديدا، هذا فضلا عن القنوات التي تنضح بالكراهية ضد المسلمين.هذا الكلام يفتقد أيضا للحصافة والحكمة ،ويقول زاخر أيضا : القس الذي توعد محافظ أسوان بالموت ببشاعة وغيره ممن يخرجون على الفضائيات ويفتون في شؤون السياسة يعيدون إنتاج خطاب العصور المظلمة .....، وبالنسبة لقنوات الفتنة فإنها تمثل جزءا من الانحدار الثقافي في المجتمع وعلى الدولة التدخل فورا لوقف هذا العبث'.
لقد نجحت جريمة ماسبيرو في إدخال الطائفة إلى الجيتو مرة أخرى ، وجعلتها تتوحد خلف القيادة الصربية الفاشية ، وتجمد معاناتها حول الطلاق والزواج الثاني ، وتوقف سيل الاستقالات من الكنيسة ، وبالإضافة إلى ذلك فقد حققت ابتزازا هينا وسهلا للسلطة القائمة ، وجعلتها تدور في ذعر مثلما كان الحال في عهد المخلوع ، وتحقق لها تقنين ألف وخمسمائة كنيسة غير مشروعة أي بنيت بالمخالفة للقانون ، من بين ثلاثة آلاف ومائة كنيسة بنيت دون ترخيص في عهد الرئيس الكنز الاستراتيجي للصهاينة والصرب وأميركا معا ! ثم وهو الأخطر إصدار قانون عدم التمييز الذي يجعل من حق أي صعلوك أن يرفع دعوى ضد الإسلام بأنه يميز ضد المرأة في الميراث أو الزواج أو الطلاق ، ويمكّن الفرق الضالة مثل البهائيين والقاديانيين والماسون بل والصهاينة أن تدافع عن وجودها في أرض الإسلام وبث ضلالاتها وانحرافاتها بطريقة مشروعة !
ثم وهو الأكثر خطرا أن يستمر عدم تطبيق القانون على الجناة المعتدين الصرب ، فرئيس الكنيسة المتمردة بعد أن نجح سابقا في إطلاق سراح الطائفيين المسجونين جنائيا في حوادث وجرائم سابقة ، يساوم الآن على إطلاق سراح من قتلوا الجنود الشهداء على بوابة ماسبيرو ، ويطالب بعدم محكمة الرهبان المحرضين نظير وقف طلبات التحقيق الدولي في جريمة ماسبيرو ، والناس كلها تعلم ماذا سيكون عليه الأمر في تحقيق دولي لا تستعد له السلطة المذعورة، ويتعاطف فيه قضاة المحكمة مع الصرب بحكم الانتماء الديني والتهييج الدولي ضد الإسلام والمسلمين . وقد بدأت بالفعل بعض الأذرع الصربية من خونة الخارج والداخل بتقديم طلبات التحقيق الدولي ، وكشف أحدهم أن أحد المحامين النصارى فى سويسرا رفع دعوى قضائية فى محكمة شمال أفريقيا الدولية اختصم فيها وزير العدل والحكومة المصرية لعدم اختصاص النيابة العسكرية - كما يزعم - بالتحقيق فى جريمة ماسبيرو.وأوضح المذكور أن محكمة شمال أفريقيا هي أولى درجات التقاضي الدولية !
لقد استطاعت زعامة الدولة الصربية المصرية أن تحول الطائفة إلى وقود لإشباع شهوة العنف والدم التي تؤمن بها هذه القيادة ، وتسعى من خلالها إلى تغيير هوية مصر العربية المسلمة وتقسيمها ، وقد شهدت عملية "التجنيز " التي أقامتها القيادة الصربية لمن تسميهم الشهداء الذين قتلوا في ماسبيرو إلحاحا على التحريض نحو الموت من أجل الكنيسة ؛ كما أسهبت في تفصيل ذلك جريدة " وطني " الناطقة باسم الصرب المصريين ، وكانت كلمات الرهبان المتطرفين والمعتدلين تصبّ في إشعال الحريق داخل الوطن تحت أكذوبة الاضطهاد المزعوم ، وكان الهتاف يتعالى " بالروح بالدم نفديك يا صليب !" وسط الآلاف من النصارى الذين اكتظت بهم الكاتدرائية على اتساعها، وجاءوا من كل حدب وصوب في مشهد رهيب ، فالرب الذي قال لموسى 'أنا الرب رءوف ورحيم' قال لقايين 'صوت دم أخيك صارخ إلي' ثم يأتي ما أعلنه رئيس الدولة الصربية عن الصيام ثلاثة أيام ، وأن " ربنا مش هيسكت " ليدلل على فكرة الدم التي عبر عنها قبل أربعين عاما حين قال للرهبان المائة والسبعين الذين ذهبوا إلى الخانكة لاستعراض عضلاتهم أريدكم أن ترجعوا سبعة عشر لا مائة وسبعين .
الزعيم يريد الآن أن تغرق مصر في بحور الدم ليتدخل أحبابه في واشنطن وما يتبعها ثم يقول : لا إسلام في مصر بعد اليوم !
ترى ما ذا يفعل أهل مصر في مواجهة دولة الصرب الذين أعلنوا أن ربهم لن يسكت ؟!