كيف يطلق بعض المصريين سهامهم الي مصر من خارجها؟ ولماذا ينظمون مؤتمرات عن الثورة من واشنطن؟ هل يقصدون تدويل المشكلات المصرية أم الاستقواء بالولايات المتحدة؟
اذا كان هذا منطقهم فإن المصريين المقيمين بأمريكا أنفسهم أول من يرفض هذا السلوك وذلك التفكير.. بل إنهم يرون أن مصر بها متسع للجميع الآن, ولا يوجد مبرر للبحث عن منبر للرأي خارج مصر إلا اذا كانت هناك أهداف لا تخفي علي أحد.. والبعض من القوي الوطنية داخل مصر وخارجها الذين زج منظمو المؤتمر بأسمائهم في أعماله رفضوا رفضا قاطعا التستر وراءهم لتحقيق مآرب خاصة غير مقبولة.. وهذا ما أكده الذين استطلعنا آراءهم قائلين: نؤمن أن كل مصري له حق التعبير عن رأيه وله كل الحق في المشاركة في صناعة سياسة بلده أيا كان موقعه, سواء في الداخل أو الخارج, علي أن تكون المشاركة والنقد لتلك السياسة من خلال قنواتنا الشرعية داخل مصر وليس خارجها.
وتساءلوا.. هل عجزت مصر عن أن تستوعب انتقاداتنا لشئوننا الداخلية حتي نذهب الي واشنطن لنعقد مؤتمرا نوجه منه التهديدات والانتقادات من أمريكا الي مصر مباشرة؟ وقالوا: إن الوطنية تحتم علي كل مصري أن يحرص علي عدم تدخل أي قوي أجنبية مهما كانت المغريات والمكاسب.
هذا ما يؤكده القبطان معين مختار رئيس تحالف المصريين الأمريكيين قائلا: إننا نكن كل التقدير والاحترام لمنظم مؤتمر مصر الثورة ومموله الرئيسي الدكتور عادل كبيش حيث نري أنه مثل للمصري الذي يسعي جاهدا لخدمة وطنه الأم وبرغم اختلاف الرؤي فإنني أسهمت بصفة شخصية في مساندة الصديق عادل كبيش في إعداد المؤتمر, وإن كنت حرصت في الوقت نفسه أن يبقي التحالف خارج هذا المؤتمر بشكل واضح وقاطع وذلك لأن تحالف المصريين الأمريكيين له رؤية مختلفة في مشروع المؤتمر واستراتيجيته منذ البداية, ولذا آثرنا ألا نشارك في تنظيمه أو تمويله وبالرغم من ذلك حدث التباس في الفهم لدي الكثير من القوي السياسية, وتصوروا أن التحالف هو منظم هذا المؤتمر نظرا لما يحظي به التحالف من اسم معروف واحترام الجميع في مصر, الأمر الذي دفعنا لإصدار بيان نذكر فيه أننا لسنا منظمي المؤتمر.
ويضيف معين مختار, نظرا لما بلغنا من أنباء عما دار في المؤتمر يلزمنا توضيح موقف التحالف منبعض الأمور, منها أن التحالف يرفض رفضا باتا التخوين والتشكيك في وطنية أعضاء المجلس العسكري, فليس خافيا أننا نختلف مع المجلس العسكري في الرؤية وننتقد ادارته للأزمات وتكاد تصل الي حد مقاضاته لموقفه الذي يبدو لنا نحن المصريين بالخارج معارضا معرقلا لحقنا الدستوري في الانتخاب, إلا أن اختلافنا مع المجلس لا يمس من قريب أو بعيد ثقتنا في اخلاصه ووطنيته, هؤلاء الذين غامروا بأرواحهم في أكثر من حرب, فاختلافنا هو اختلاف الأخوة والاختلاف الذي لا يفسد للود قضية.
ويؤكد معين مختار أن التحالف ينأي بنفسه عن أي ارتباط من قريب أو بعيد بالسيد عمر عفيفي وأقرانه ويرفض رفضا قاطعا أي توجه له في أي نشاط للتحالف, ولو كنا نحن منظمي المؤتمر لما سمحنا له بالظهور أو التواجد به تحت أي ظرف, حيث قدم نفسه للحضور في المؤتمر علي أنه بطل ثوري برغم أنه ضابط شرطة هارب من مصر الي أمريكا وله مواقف مشينة نعترض عليها بشدة, فهو من قام بالتحريض علي الهجوم علي السفارة السعودية والاذاعة والتليفزيون في أحداث الثورة, ولذا هو مطلوب القبض عليه من قبل النائب العام, ويشدد معين مختار علي أنه برغم انتقادنا للمجلس العسكري فإننا لا نسمح بأن يكون التحالف منبرا للنقد من خارج أرض مصر.
كما نرفض أي تصرف من أي شخص أو منظمة أو جهة يمكن تأويله حتي ولو من بعيد علي الاستقواء بالولايات المتحدة الأمريكية أو بأي دولة أخري ضد أي مصالح لمصر أو المصريين, ونري أن مشكلات مصر يجب أن تبحث وتحل داخل مصر وبأياد مصرية. ويضيف طارق الخولي المتحدث الإعلامي لحركة6 ابريل الجبهة الديمقراطية, سفر أي ناشط من حركة6 ابريل في الوقت الحالي خطأ لأنه يؤكد ما صدر في البيان العسكري رقم69 والذي تضمن اتهامات بتنفيذ أجندات خارجية من قبل حركة6 ابريل, ومثل تلك السفريات هي مدخل لتشويه اسم الحركة وهذا مرفوض من جانب حركة6 ابريل الجبهة الديمقراطية, حيث رفض كل أعضائها السفر الي الخارج باسم حركة6 ابريل.
وعن التصريحات والأخبار التي وردت في مؤتمر مصر الثورة, يذكر طارق الخولي أن هذه التصريحات وردت من أشخاص تم استبعادهم من الكيانات التي كانوا ينتمون إليها وأن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون الثورة المصرية.
ونحن كممثلين لحركة6 ابريل الجبهة الديمقراطية نرفض الاستقواء بالخارج, ونعلن أنه لا يوجد ممثلون عن الحركة في الولايات المتحدة الأمريكية وأن الأشخاص الذين يتحدثون باسم الحركة في هذا المؤتمر تم استبعادهم من الحركة منذ فترة طويلة وكان سببا استبعادهم سفرياتهم للخارج وبعض الممارسات الأخري التي كانت سببا في تشويه الحركة.
أما شباب الثورة فيرفضون خروج مشكلاتنا الي الخارج, يقول أحمد سلامة مسئول شباب الجمعية الوطنية للتغيير: نرفض فكرة أن يتم طرح مشكلات مصر مع أطراف خارجية لكن نؤمن بفكرة الاستفادة من تجارب الآخرين وطرح البدائل التي يمكن الاستعانة بها مثل التجربة الماليزية والتركية والتشيكية, ومن حق المواطنين المصريين في الخارج المشاركة في وضع السياسات والآليات التي يمكن الاستفادة منها في الداخل ولكن عن طريق القنوات الشرعية المصرية والتي توفرها وزارة الخارجية المصرية. فهناك كثير من المنابر التي نستطيع أن نعبر فيها عن رأينا السياسي ويتسع صدر المجلس العسكري لذلك, كما يرفض أحمد سلامة تكوين جماعة ضغط أمريكية مصرية من أجل التأثير علي الوضع الداخلي المصري ويعتبر ذلك انتهاكا للسيادة الوطنية المصرية.
ولكن نوافق علي عمل جماعة ضغط أو لوبي من أجل تنفيذ السياسات المصرية الوطنية بما يخدم تلك السياسة الوطنية ويكون بمثابة ضغط علي القوي الخارجية ويكون سلاحا لنا ضدهم وليس علينا.
ويؤكد الدكتور عصام النظامي عضو اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة, والمرشح لعضوية مجلس الشعب عن مدينة نصر, أن الأيام أثبتت أن تلاميذ فريدم هاوس يريدون أن يخطفوا الثورة بمحاولة تشويهها طبقا للتعليمات والبرامج التي أقرتها منظمة فريدم هاوس والتي تنصب جميعها في محاولة اشاعة الفوضي داخل مصر مع محاولة منهم لتغيير مسار الثورة السلمية لتتحول الي ثورة فوضوية وكثيرا ما حذرنا من التمويلات الخارجية وتدريب الشباب في الخارج علي برامج سياسية وتدريبات عسكرية.
والآن ظهرت العلاقة جلية بين بعض التنظيمات الشبابية داخل مصر وبين المنظمات الأمريكية المشبوهة التي ترعاها المخابرات الأمريكية, وذلك من خلال المؤتمر الأخير الذي عقد بواشنطن ودعا اليه شباب هذه المنظمات والذين يعتبرون أنفسهم تلاميذ فريدم هاوس المطيعين والذي يجب علينا جميعا أن نتصدي لتلك المؤامرات