هذا الخبر نشر في سنة 2001
علي خلفية نشر محمد هاشم كتاب يشوة الاسلام والرسول والسيدة خديجة
واعتبرتة جبهة العلماء في الازهر كفر صريح
ما أدبرت قضية نوال السعداوي حتى ثارت قضية أخرى في مصر، طالبت فيها "جبهة علماء الأزهر" بمعاقبة كاتب و منع مؤلفه من التداول.
كتب: صلاح حزين
- ما أن تهدأ واحدة من قضايا الحسبة في مصر حتى تثار قضية جديدة. و المقصود بقضية الحسبة هو تصدي شخص لرفع دعوى قضائية، نيابة عن المسلمين، ضد شخص آخر يتهمه فيها بالإساءة إلى الإسلام. و ربما كانت أشهر قضايا الحسبة هي تلك الخاصة بالدكتور نصر حامد أبو زيد الذي رفع عليه أحدهم قضية فحكمت المحكمة بتطليق زوجته منه في العام 1995. و قرر الزوجان عدم الرضوخ للمحكمة و للشخص الذي رفع القضية على الدكتور أبو زيد "نيابة عن المسلمين" وغادرا مصر إلى هولندا حيث لا زالا يعملان في هولندا منذ ذلك الحين.
"خليل عبد الكريم مفكر جريء وضع عددا من الكتب الإسلامية التي أثار كل واحد منها لدى صدوره ضجة كبرى و خاصة كتابه "مجتمع يثرب" و"شدو الربابة في أخبار الصحابة".
و قد انتهت أخيرا القضية التي أثارها أحد الطلاب الشهرة المعروفين ضد الدكتورة نوال السعداوي برفض المحكمة استلام الدعوى لعدم الاختصاص، إذ كان رافع الدعوى وهو محام قد طالب بالتفريق بين الكاتبة و الطبيبة الدكتورة نوال السعداوي و زوجها الدكتور شريف حتاتة.
و ما أن انتهت هذه القضية حتى ثارت قضية أخرى طالبت فيها "جبهة علماء الأزهر" بمعاقبة الكاتب خليل عبد الكريم و منع كتابه "فترة التكوين في حياة الصادق الأمين" من التداول، و اعتبرت في بيان لها أن ما جاء في الكتاب "كفر صريح"، و طالبت الحكومة بمعاقبته. و شمل بيان "الجبهة" مطالبة غير مباشرة بمعاقبة ناشر الكتاب محمد هاشم، و الذي نشر بيان الجبهة عنوانه، و هو ما اعتبره هاشم تحريضا على دار النشر فما الداعي لذكر عنوان الدار في قضية خلاف فكري؟ و طالب صاحب دار النشر السلطات باتخاذ إجراءات أمنية لحماية الدار من أي فعل إجرامي قد تتعرض له، و ذلك ترجمة لما جاء في بيان "جبهة علماء الأزهر".
و لم تتحرك الدولة في اتجاه معاقبة مؤلف الكتاب الدكتور خليل عبد الكريم، ما جعل "جبهة علماء الأزهر" تستشيط غضبا و تستغرب عدم صدور أي رد فعل من جانب الحكومة على كتاب عبد الكريم. و حاول صاحب دار النشر التي أصدرت الكتاب و هي "دار ميريت للنشر" أن يقنع الدكتور عبد الكريم بالرد على ما جاء في بيان جبهة علماء الأزهر، لكن المؤلف رفض قائلا إن ما جاء في بيان الجبهة ليس اكثر من سباب و شتائم لا تستحق الرد، و رفض الرد إلا أمام جهة تحقيق رسمية. و لكن مثل هذه الجهة لم تستدعه و لم تعلق بشيء على الكتاب أو ما جاء فيه.
و قد قصد المؤلف الإشارة إلى أن "جبهة علماء الأزهر" مجرد جمعية لا صفة رسمية لها، فهي أنشئت في الستينات، و لكنها لم تقم بأي دور يذكر في مجال الفكر الإسلامي، و اقتصر نشاطها على إصدار عدد من بيانات التكفير ضد مثقفين أدلوا بآرائهم في قضية خلافية هنا أو هناك.
"يحاول المؤلف إلقاء الضوء على الفترة التي سبقت نزول الوحي على النبي محمد، و اعتبرها المؤلف فترة التكوين التي مكنت الرسول من أن يتلقى الرسالة و ينهض بها".
و في كتابه المشار إليه يحاول المؤلف الدكتور خليل عبد الكريم إلقاء الضوء على الفترة التي سبقت نزول الوحي على النبي محمد من حياة الرسول، و هي الفترة التي اعتبرها المؤلف فترة التكوين التي مكنت الرسول من أن يتلقى الرسالة و ينهض بها.
و بحسب الكتاب فإن السيدة خديجة كانت قد "أهلت" نفسها لمساعدة الرسول في دعوته بعد سماعها من ورقة بن نوفل عن قدوم رسول للعالمين، أي أنها كانت تعرف بنزول الرسالة على محمد و أن زواجها من محمد لم يكن بدافع الحب أو الأمانة أو أي دافع آخر.
و يعزو معرفة السيدة خديجة هذه إلى ما كانت تسمعه من ابن عمها ورقة بن نوفل الذي كان من الأحناف و أنه كان يعرف العبرية و يترجم عنها، و أن هذا ما جاء في كتب اليهود و أحبارهم.
و بذلك فإن خليل عبد الكريم يعلي من شأن السيدة خديجة وابن عمها ورقة بن نوفل، و كذلك الراهب بحيرى، الذي تنبأ بأن يكون محمد هو الرسول المنتظر عندما رآه في قافلة تجارية متجهة إلى دمشق. و هو يعيد الاعتبار لأدوار هؤلاء الأشخاص في حياة النبي و خاصة في فترة التكوين الأولى من حياته.
و خليل عبد الكريم مفكر جريء وضع عددا من الكتب الإسلامية التي أثار كل واحد منها لدى صدوره ضجة كبرى وخاصة كتابه "مجتمع يثرب" و"شدو الربابة في أخبار الصحابة"، والتي نحا فيها منحى انتقاديا مقتفيا المنهج التاريخي في كتبه تلك، وهو ما أثار عليه أصحاب الرؤية التقليدية للتراث الإسلامي.
و كان عبد الكريم بدأ حياته في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، و لكنه بدأ يبتعد تدريجيا عنهم، و يسلك طريقا هو النقيض لتلك التي سلكها مفكرون و كتاب مثل محمد عمارة و عادل حسين، و الذي انتقلوا من صفوف اليسار إلى الرؤية الإسلامية، فقد انتقل هو من صفوف الإسلاميين، و بدأ يقترب رويدا رويدا من الرؤية اليسارية، و في هذا الإطار وضع كتبه و منها كتابه الأخير.
..........................................
عجاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااايب..!!