/>

هل وقع السيسي في الفخ ؟!



شيئا فشيئا يدرك الفريق عبد الفتاح السيسي الحقيقة ، يوما بعد يوم يكتشف ما كنا نحذر منه من أشهر ، البلد كبرت ، عليك كما كبرت على من سبقك ، وأن الاستخفاف بتلك الحقيقة سينتهي بك للغرق في مستنقع وقعر مظلم كما غرق من سبقك ، مصر بعد يناير 2011 ليست هي مصر بعدها ، والحقيقة أن ملامح الفريق السيسي في بيانه القصير أمس تعطي الانطباع الكافي عن عمق الإحباط الذي يشعر به ، وهو إحباط يكتسي بالحزن أيضا على الشباب الأبرياء الذين استشهدوا أمس في شمال سيناء ، وهي الفاجعة التي عمقت أحزان الوطن كله ، معارضة وموالاة ، والمحنة الآن أن القتل أصبح في كل اتجاه وفي كل مكان ، والدماء تسيل من كل الأطراف ، كل يوم قتيل أو أكثر ، جنود أو ضباط أو طلبة أو عمال أو نشطاء ، كل يوم تقريبا ، ومن الواضح أن الجهاز الأمني أصبحت لديه عقيدة جديدة باسترخاص الدم المصري أو أن أعصاب الجنود والضباط أصبحت أكثر برودة تجاه الدم من فرط الإيغال فيه يوميا ، لا يمكن أن تمر مظاهرة تقريبا من غير قتيل أو أكثر ، سواء كان المتظاهر إخوانيا أو يساريا أو من الشباب الليبرالي الجديد ، لم يعد رصاص الشرطة يفرق ، بدأ الحصد بشباب الإخوان والتيار الإسلامي ، ثم اعتادت آلة الحصد الدموية على القتل فأصبح لا يفرق معها من في الشارع أو الميدان ، الرصاص في كل اتجاه ، والقتل في كل مكان ، وهناك بعض المجانين والمختلين عقليا وفلول نظام مبارك يطالبون الشرطة بالمزيد من القتل بدعوى الحسم ، وهي فاشية سياسية جديدة ، تتصور أن إبادة كل المعارضين هو شرط لميلاد وطن جديد ، لقد قتل حتى الآن عدة آلاف مواطن منذ الإطاحة بنظام الرئيس المعزول محمد مرسي ، فإلى أي رقم يمكن أن ينتهى القتل ، لتبدأ الحياة ، الحقيقة أنه لن تبدأ الحياة في حقول القتل والرعب والدم الرخيص ، بل إن مثل هذه الدعاوى تغري بانتشار روائح الدم في كل اتجاه وفي كل جانب ، بنفس الرخص ونفس الاستباحة ، ثم نصل إلى النقطة ـ لا سمح الله ـ التي لا رجوع فيها عن المواجهات الدموية المفتوحة ويصبح الوطن على حافة التقسيم ، هذا جنون وسفه . هناك من يضحك على نفسه ، ويريد أن يضحك على الشعب بالصراخ عبر الفضائيات والصحف بالهجوم على الرئيس المؤقت عدلي منصور وعلى رئيس الوزراء حازم الببلاوي ، ويدعي الشجاعة بانتقاد من لا يضره انتقادهم ، ويصل الهجوم إلى حد الشتيمة الرخيصة والإسفاف ، وأنهم أيدي مرتعشة ولا تستطيع الحسم ، وكأن الحسم والملف الأمني والعسكري في يد الببلاوي ومنصور ، وليس في يد الفريق السيسي وأجهزته الأمنية العسكرية والمدنية التي توجه آلات وأصوات الإعلام الفاشي هذه الأيام ، وهو وهي المسؤولون أولا وأخيرا عن هذه المتاهة وهذه السياسات الأمنية الفاشلة بامتياز ، قتلوا الآلاف وسجنوا الآلاف وحولوا الآلاف إلى أصحاب عاهات أو نزلاء المشافي ، وفي النهاية لم ينجزوا شيئا ولا أنقذوا وطنا ينهار ، بل زادوا في انهياره ، ووصلت البلاد ـ بفعل حكمتهم وشدهم ـ إلى حائط سد ومستقبل مجهول
.

التعليقات
0 التعليقات