جميع مواليد الخمسينات يتذكرون تماماً شًربْة الحاج محمود لطرد الدود ؟ حيث ظهر علينا حينها الحاج محمود وهو عطار مغمور بواحد من أحياء المحروسة وطلع علينا بأختراعه في حينه علي أنه علاج سحري سوف يقيم الدنيا ولن يقعدها ؟ وخاصة أنه في تلك الآونة كان السواد الأعظم من الشعب المصري وخاصة الأطفال قبل الكبار يعانون وأي معاناة من الأمراض المتوطنة وأخطرها حينها تفشي ديدان الأسكارس والديدان الشريطية وداء الأنكلستوما وبشكل وبائي في أمعاء المصريين صغاراً وكباراً ؟ بل لن أبالغ حين أقول أن تلك الظاهرة اللعينة مازالت تطارد أمعاء وبطون المصريين وخاصة أطفال المدارس والذي ينقلون عدواها بين أنفسهم وحتي تاريخه ؟ ولعل من قبيل المصادفة أنني من مواليد 1954 أي ربما نفس عام مولد المشير السيسي ؟؟ ولعله يتذكر معنا نحن مواليد الخمسينات الصبية من الباعة الجائلين وهم يسرحون في الشوارع أو يتنقلون بين ركاب الترماي والتروللي باص واللذان أنقرضا حالياً وهم يصرخون بأعلي أصواتهم وبطرية أقرب منها للهزل من الجد وهم يبيعون أو يحاولوا تسويق مسخرة الحاج محمود وشَربْته اللعينة تلك ؟ والتي كانت تصيبنا بحال من الأسهال الحاد جداً ولكي تقضي تماماً علي العصارة المائية والغذائية من أبدان شاربيها تاركة الدود بشتي أنواعه مكلبشاً بزوائده الماصة بمصران وأمعاء المريض ؟ فما كانت تصيب شاربها إلا هزالاً ومرضاً علي مرض ؟ وتترك الأطفال في حالة من الجفاف في وقت لم يكن فيه محلول معالجة الجفاف قد أكتشف من بعد ؟ وهكذا كانت شَربْة الحاج محمود العطار النصاب اللعينة بمثابة أختراعاً علمياً وهمياً زائفاً ؟ حاولوا التسويق لها حتي أكتشفوا أنها مسخرة زادت من الطين بله ؟ وحتي تحولت في آخر المقام إلي ذكري مضحكة ونكتة ونادرة مازالت كامنة في نفوس وعقول مواليد الخمسينات والستينات ؟ ولا أدري لماذا أطلت برأسي تلك الذكري المضحكة وشر البلية ما أضحك ؟ رأيتها تطل علي مخيلتي وعقلي وفوراً وأنا أتابع وبوله وأهتمام وتركيز السيد اللواء الطبيب / إبراهيم عبد المعطي وهو يزف لنا خبراً جليلاً وحادثاً جلللاً ؟؟ ومن قبله مقدمة نارية حربية عسكرية بأن قواتنا المسلحة قد أكتشفت أكتشافاً علمياً رهيباً سوف يزلزل العالم بأسره ؟ حينها فقط كاد قلبي أن ينخلع من مكانه فرحاً وشرفاً وانتصاراً ؟ وظننت أنهم أكتشفوا سلاحاً ما ؟ سوف يقلب موازين القوي في العالم لصالحنا ؟ وحتي جاء اللواء السالف الذكر وبدأ حديثه ( الخايب ؟ ) والذي أصابني بأكبر إحباط وأكتئاب وخيبة أمل ورجاء في حياتي ؟ وأنا علي وشك أن أتمم الستون من عمري بعد بضعة أيام لأنضم إلي أقراني بقهوة المعاشات بعد خدمة 36 عاماً لتلك الدولة الخائبة والظالمة حكوماتها وأولياء أمورها ؟ المهم وحتي لانبعد عن سيادة اللواء / إبراهيم كفتة .. ؟ وجدت أمامي رجلاً ضئيل الجسم لايتناسب حتي شكله العام مع رتبته العسكرية البراقة ولاحتي مع بذته العسكرية التي يغرق فيها أو يكاد ؟ ثم فوجئت بمدي الضحالة العلمية والطبية في تقديم صادر عنه لايمكن وبكافة الأحوال أن يصدر حتي ولو عن باش تمرجي من الدرجة الثالثة وساقط أبتدائية ؟؟ وأنا أشاهد أمامي صندوقاً متوسط الحجم به بكرة دوارة ومتصل بسلك بجهاز لاب توب ؟؟ هذا إذن هو الأختراع السري الجبار والذي وبحد قوله حاولوا شراؤه بـ 2 مليار دولار وضحكت كثيراً وأنا أراه يشدد ويكرر بقوة علي كلمة ( دولار ؟ ) مع أنه لم يصرح لنا من هم ولاد العبيطة الذين حاولوا شراؤه أو حتي أختطافه ؟ ويقيناً أنهم من الصعيد الجواني أو أحفاد من حاولوا شراء ميدان العتبة الخضراء من عينة هؤلاء الذين كانوا يقبلون حديد ترماي السيدة زينب تودداً وتزلفاً للست أم هاشم ؟ .. كنت أضحك بعد إحباطي كالمجنون أو المهبول علي تقديم وكلمات السيد اللواء ؟ وغاظني حتي الموت أصراره العجيب والعبيط ؟ علي وضع الأيدز في صباع كفتة ولكي يأكله المريض فيشفي ... ؟؟ ولاأدري حتي تاريخه لماذا أختار صباع كفتة تحديداً ؟ فهل لايصلح صباع محشي مثلاً ؟ أو صباع زينب ؟ أو حتي صباع اللواء الفنجري الأشهر ...؟؟ كلام عجيب وغريب وساقط ؟ ولايتناسب وبحق الله مع مقدمة أو تقديم أو شرح بائس مقيت من باش تمرجي ساقط أبتدائية ؟ وليس مع طبيب مفترض أو حتي عالم ومبتكر ؟ ناهينا عن أنه برتبة لواء أو حتي شاويش بالجيش عيب يا مديحة .. ؟؟ كفتة .. هكذا تحدثت مع نفسي وأنا الضاحك الباكي المحبط ؟ بعد أن وعدوني بفتح مبين ونصر عظيم وأختراع سوف يزلزل العالم أجمع ؟ وسوف يشفي جميع مرضي الأيدز وأمراض الكبد وفيروس C بل وللعجب أيضاً مرضي السكر ؟ ولا أدري أيضاً وحتي تاريخه عن أي علاقة بين الأيدز وأمراض فيروسات الكبد وبين مرض السكر ؟ صحيح أنا راجل محاسب مالي ولكن ثقافتي الطبية المحدودة ومن خلال تجاربي الطبية طوال حياتي وقراءاتي الطبية تؤكد لي أنه حالة أختلال أي عضو من أعضاء الأنسان ومرض هذا العضو فأننا نقيس ونعرف مدي هذا الأختلال من خلال تحاليل طبية ثابتة كمعايير دولية علمية طبية متفق عليها للأنزيمات الخاصة بالعضو المصاب ولتحديد درجة الهدم والأختلال أو الخطر ؟ ولذلك كان هناك علماً قائماً بذاته وهو علم التحليلات الطبية بأنواعه وفروعه ؟ وأيضاً هناك علوم التشخيص للحجم والحالة للأعضاء المريضة أو المصابة من خلال أجهزة وعلم الأشعة بأنواعه وعلومه المتخصصة والمختلفة ؟ وأما صندوق الورنيش هذا الخاص بالسيد اللواء / إبراهيم كفتة ؟ والذي يقول أنه يستطيع أن يكتشف ويكشف عن حالة أي أنسان مريض بالأيذز أو فيروس سي حتي ولو من خلف جداران خرسانية مسلحة ؟ فهو قول عجيب وغريب ؟ أي لو تصورنا أن صندوق الورنيش هذا الذي رأيته معه علي التلفزيون موجود في غرفة .. والمريض موجود في غرفة أخري ؟ فأنه يستطيع ومن وراء وخلف جدر أن يكتشف أنه مصاب بالأيدز أو الوباء الكبدي أو حتي السكر ؟؟ يعني نحن أمام شبح أو عفريت يسكن هذا الصندوق ؟ ويذكرني الحال المايل ؟ بفيلم طاقية الأخفاء وبالفنان الراحل توفيق الدقن وقوله المشهور : العلبة دي فيها أيه .. ؟؟ فيها فيل ... ؟؟ مع أن اللواء الطبيب لم يوضح لنا العلبة دي فيها أيه ؟ أو حتي كيف يتم ذلك ؟ ولم يقدم لنا الدلائل العلمية والطبية والأكاديمية والعملية والبراهين علي صحة أقواله ؟ وأما الأعجب في هذا الموضوع أن نفس صندوق الورنيش هذا ؟ ليس فقط بجهاز للكشف الفوري ولو من وراء جدر خرسانية مسلحة عن تواجد لب المرض ؟ بل به ايضاً يكمن العلاج الفتاك والسحري لأمراض عضال حيرت وماتزال كبار علماء وباحثي العالم وكبريات معامل ومصانع الأبحاث العلمية والعالمية والدوائية ؟ ولاتزال ... وأما علاجها الفوري فهو قابع بين أحضان هذا الصندوق السحري والجني والمسكون بعفريت العسكر ؟؟ طبعاً كل من أستمع إلي كلام وتقديم السيد اللواء المذكور لم يتمالك نفسه من السخرية لأن ماحدث وبكافة المقاييس هو مسخرة وعبط ودجل ؟ لايمكن أن تصدر عن طبيب وعالم ومبتكر وبكافة المقاييس ؟ ولعل التصريح الصادر عن المستشار العلمي للسيد رئيس الجمهورية المؤقت بأن ماحدث هو مسخرة وفضيحة علمية ومهانة للقوات المسلحة وللدولة المصرية في ربوع العالم المتحضر ، لهو أقل وصف يمكن أن يقال في ظل حضور من رئيس الدولة ومن وزير الدفاع الفريق السيسي ؟؟ ويقيناً أن الفريق أو المشير السيسي والذي قال أنه تفاجيء ؟؟ من هذا الكلام ومن ذاك الأختراع قد دارت وتدارك في مخيلته وعلي الفور أكذوبة شَربْة الحاج محمود ؟ بل يقيناً ربما أنه تجرع منها مثلنا وهو طفل صغير ولم يسلم من أذاها وطعمها المر كالعلقم وأسهالها المقيت والذي كان يصيبنا بحال من الجفاف والأذي ؟ ويترك الدود كما هو يضحك ويرقص ويسخر بأمعائنا ساخراً من الحاج محمود النصاب وأختراعه العبيط ...؟؟ بل وقبل أن أختتم مقالتي تلك فأنني قد قرأت مقالاً بأحدي المجلات السعودية وبالدليل القاطع أن السيد اللواء السالف الذكر / إبراهيم كفتة ؟ كان يعمل باحثاً طوال سيرته العملية في الطب البديل ( التداوي بالأعشاب ؟؟ ) بل هناك من يؤكد ظهوره في أحدي حلقات التلفزة كخبير في التداوي بالأعشاب ؟؟ مع أن الرجل وحتي تاريخه لم يقدم لنا أو للجيش المصري أو لأمته أي جديد سواء في علوم التداوي بالأعشاب أو حتي أي أختراع أو أبتكار علمي حقيقي محترم وجاد ؟ وأنا هنا لست بالساخر من الرجل أو هذيانه .. ؟ ولكنني أعبر فقط عن رجل مفترض أنه ذو مرتبة طبية ورتبة عسكرية مرموقة ؟ ويعلن علي الملا وأمام رئيس مفترض لأكبر دولة عربية وأمام وزير الدفاع المصري ؟ عن أختراع سوف يقلب ويزلزل موازين الطب في الأمم والبشرية ؟ وبالأخير يطلع صباع كفتة ... ؟؟ سيادة رئيس الجمهورية المؤقت / سيادة وزير الدفاع / سيادة اللواء / إبراهيم كفتة ... كفاكم وكفانا مساخر ,
Mohamd.ghaith@gmail.com