تمرد وعلاقاتها المشبوهة مع العسكر والداخلية |
مقال كتبه : Thomas Pany
وترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
أحد قادة حركة "تمرد" يشرح كيف قام الجيش والداخلية في مصر بشراء الحركة الشبابية مبكراً من أجل تنفيذ مشروع "إسقاط مرسي"
تمرد والثورة المدفوعة مقدماً |
قبل
عام تقريباً أثارت قدرة حركة "تمرد" الشبابية علي حشد الملايين في الشوارع
إندهاش العالم وذلك بعد الحصول علي توقيعات مفترضة علي إستماراتها بلغت 22
مليون إستمارة بحسب ما أعلنته الحركة.
حتي
الأصوات القليلة التي كانت تشكك في أرقام "تمرد" وفي حجم التظاهرات
الرافضة للإخوان أصابتها الصدمة بعدما تواردت اللقطات التلفزيونية التي
تظهر المظاهرات الحاشدة والألعاب الضوئية علي جدران القاهرة والتي كانت
تبدو كمشاهد سينمائية.
وبدت
تلك المفاجأة طبيعيةً علي الشعب الذي خرج بالملايين لإسقاط مبارك في 2011
لكن بعد البحث المتأني عمن يقف وراء تلك الحركة الشبابية المريبة والتي طفت
علي السطح بشكل مفاجئ لم نجد إجابات شافية.
قبل
عدة أيام قابلت كاتباً صحفياً أعرفه كان يقيم في القاهرة العام الماضي
وعاصر أحداث الإطاحة بمرسي وسألته عن حركة "تمرد" فأجابني أنه وجد صعوبة
بالغة في التعرف علي تلك الحركة كما أنه لم يقابل شخصاً واحداً في القاهرة
يعرف أحد من يعملون في حركة "تمرد" وهو ما دفعه للإعتقاد أن حركة "تمرد"
تبدو كما لو كانت "شبحاً" خفياً لا يعرفه أحد.
حركة تمرد هي حصان طروادة الذي أستخدمه العسكر في مصر |
إحدي
الصحفيات أعدت تقريراً مثيراً للجدل جاء فيه أن الحركة لم تعرف سوي 5
أعضاء مؤسسين بارزين وأن حركة "تمرد" ليست سوي "حصان طروادة" الذي أستخدمه
الجيش المصري والداخلية للوصول إلي ما يريدون.
الصحفية
إلتقت في القاهرة بأحد قادة حركة "تمرد" الخمسة وهو محب دوس والذي أكد في
بداية حديثه أن الحركة إنبثقت عن حركة كفاية حيث كان أربعة من قادة "تمرد"
ضمن حركة "كفاية" وهم محب دوس ووليد المصري ومحمد عبدالعزيز ومحمود بدر وهو
الأمر الذي أكدته حركة "كفاية" في البداية ثم نفته بعد ذلك.
بعض قادة "تمرد" حصلوا علي مبالغ مالية كبيرة ليبتعدوا عن المشهد بعد 3 يوليو |
المتحدث
بإسم حركة كفاية عبدالرحمن الجوهري أكد هو الآخر أن تمرد كانت علي إتصال
ما بوزارة الداخلية التي لعبت دوراً محورياً في الإعداد للإطاحة بمرسي.
وقال الجوهري نصاً :
"The leaders of Tamarod let themselves be directed by others. They took orders from others."
أي "إن قادة "تمرد" كان يتم توجيههم من آخرين فقد كانوا يتلقون الأوامر من آخرين".
وبعد
الإطاحة بمرسي بدأ قادة "تمرد" يتوارون شيئاً فشيئاً من المشهد السياسي
وبدأوا في الإنفصال عن سياسة الجيش لإختلاف أهداف الحركة عن أهداف الجيش
لكن بحسب معلومات صحفية وبحسب تصريحات محب دوس ذاته فإن سبب إبتعاد قادة
"تمرد" عن المشهد هو تمتعهم بمكاسب مادية ضخمة مقابل الإبتعاد عن المشهد.
محب
دوس أختتم حديثه مع الصحفية قائلاً : "لقد كنا ساذجين ولم نكن نتمتع بقدر
من المسئولية" وهما الصفتان اللتان جعلا من الحركة لعبةً في يد العسكر.
المقال مترجم حصرياً لمدونة (صحافة ألمانية) وأي إعادة نشر دون الإشارة إلي المدونة ورابط الوصول إليها هو سرقة وإنعدام للمهنية الصحفية.