ذكرت شبكة رصد تصريح على لسان الإعلامي: يسري فودة يقول:
رصد|
مصر| يسرى فودة: انا مسلم و لكن تصادف أن اكون مؤمن بان الاسلام هو أصل
الليبرالية ففى مقولة فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر يعنى براحتك فى ايه
حرية اكتر من كده #RNN
وهذا إستكمالاً لسلسة من خاض في غير فنه أتى بالعجائب .
ولإننا نلتمس الإحترام في الأستاذ يسري فودة سنوضح له ما وقع فيه من أخطاء إن شاء الله
فأخطأ الأستاذ يسري فودة ولا أعلم هل هو اخطأ عن عمد أم خطأ سهو ولكن وجب الرد حتى لا يضل غيره برأيه
يريد
ان يقول أن الإسلام أعطى الحرية ..والدليل((فمن شاء فليؤمن ومن شاء
فليكفر))..ويريد أن يسقط هذه الحرية على مفهوم الليبرالية...ويقول ان
الإسلام هو أصل الليبرالية
الرد سيكون على عدة محاور:
المحور الاول:
الأستاذ
يسري فودة لخص الليبرالية في كلمة واحدة وهي((الحرية)) وهذا فهم خاطىء
لمعنى الليبرالية وفهم خاطىء لمعنى الحرية أصلاً..فهل مثلاً من الحرية أن
أقتل ابني أو أخي أو أمي..وأقول أنا حر ليس من حق الدولة أن تحاكمني لإنهم
من عائلتي؟ هل من الحرية أن أشرب الخمر في كل مكان وأقول انا حر وليس من حق
الدولة أن تحاكمني ؟ هل من الحرية أن أزني في الطرق العامة وأقول هذه حرية
لأني لم أضر غيري وليس من حق الدولة تحاكمني؟
بالطبع ستقول(( لا )) لإنك في مجتمع شرقي..ولكن غيرك ربما يقول ((نعم وهذه حرية)) ..إذاً تعريف الحرية يختلف من شخص إلى آخر..
والحرية
سواء كانت في المجتمعات الشرقية أو المجتمعات الغربية مقيدة...نعم الحرية
مقيدة..ولا تستغرب من ذلك..لا توجد حرية مطلقة في أي دولة من دول العالم.
فأنت ستضع سقف للحرية..بمعنى إنه لا ينبغي على أحد أن يقتل آخر حتى ولو كان من عائلته..ومن يقتل شخص آخر سوف يعاقب.
وتجد في البلاد الغربية إنه لا ينبغي ان يتم تناول الخمور في الشوارع..لماذا؟! أليس هذا تقييد للحريات؟
ربما
يكسر شخص إشارة المرور ويقول أنا حر..وعندما نسأله لماذا كسرت إشارة
المرور لربما تؤذي غيرك..سيقول: كان الوقت متأخر من الليل ولم يكن هناك أي
سيارة غيري في الشارع بأكمله فكسرت الإشارة ولم يترتب على ذلك أي أذى لشخص
آخر...فستقول له مهلاً !! هذا قانون ولابد ان تطبقه...فلماذا قيدت حريته
إذاً؟
الملخص: لا توجد حرية مطلقة , الحرية يختلف مفهومها من شخص لآخر
السؤال
هنا:لماذا تقبلوا بوضع سقف للحرية أو تقييد للحرية بالقوانين الوضعية..ولا
تقبلوا ان تضعوا سقف للحرية أو تقييد للحرية بالشريعة الإسلامية القوانين
الربانية؟!!
المحور الثاني:
تفسير الآية من الائمة الكرام:
تفسير القرآن الكريم لإبن كثير:
يقول
تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وقل يا محمد للناس: هذا الذي جئتكم
به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه، ولا شك، { فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن
وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } هذا من باب التهديد والوعيد الشديد
تفسير معالم التنزيل للبغوي:
{ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } ، هذا على طريق التهديد والوعيد كقوله: اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ }فصلت 40
ما
رأيك؟ التفاسير تقول إنهم على طريق التهديد و الوعيد..وليس على الحرية
التي لا يترتب عليها عقاب والتي تقصدها انت بمفهومك لليبرالية !
مثلاً:
أنت وضحت لإبنك وقلت له لا تشرب السجائر لإنها ضارة بالصحة ثم قلت له
تهديد و وعيد إذا شرب السجائر مرة آخرى...وجاء ذات يوم وقال لك( يا بابا
انا عايز أشرب سجاير) وأنت رديت عليه(أعمل اللي أنت عايزه) هل معنى كده إنك
أعطيت له الحرية المطلقة التي لا يترتب عليها عقاب والتي تقصدها بمفومك
لليبرالية؟ بالطبع لا..فانت أعطيت له حرية مقيدة وإنه إذا شربها مرة آخرى
سيعقاب
المحور الثالث:
وقع الأستاذ يسري فودة في مغالطة كبيرة جداً وأسقط فهمه الخاطىء للآية على مفهوم الليبرالية.
تعالوا نقرأ الآية بتمعن:
وَقُلِ
الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا
وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ
بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً [الكهف : 29]
أولاً أقتطع الأستاذ يسري فودة الآية من سياقها.ثانياً تعالوا نتمعن في الآية:
وقل الحق: جاء الرسول لهم بالحق وأظهره لهم.
من ربكم: أي أن هذا الحق جاء من الله
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر:
وبعد ان تم مجيىء الحق..فكل إنسان له (الحرية) أن يتبع الحق أو أن يحيد
عنه..لكن من يحيد عنه يتحمل الحساب ..وهذا من باب التهديد و الوعيد
إنا أعتدنا للظالمين: هذا وعيد لمن يحيد عن الحق..سيكون من الظالمين إما أن يكون من الظالمين لنفسه أو لغيره.
وببساطة
(النار) دي موجودة فين؟ في الدنيا ولا الآخرة؟ في الآخرة..إذاً حتى لو شخص
ظلم نفسه عنده وقت وفرصة وإمكانية يرجع للحق مرة تانية.
هذا مفهوم الآية بمنتهى البساطة..
تعالوا نسقط مفهوم الآية على ما أرد أن يوصله لنا الأستاذ يسري فودة:
في
هذه الآية كان الترتيب رائع ومبسط:تم ايضاح الحق ثم ترك لنا الله حرية
إتباع الحق أم لا , ولكن من لم يتبع الحق؟ هل سيترك ؟ لا بل سيكون من
الظالمين وسيكون مسواه النار.
لكن هل يا ترى في الدولة الليبرالية:
ستضع لي القانون الذي هو بمثابة الحق في الآية..وتترك لي حرية إختيار
القانون؟ بل أنت فرضت عليا القانون فرض وبالإكراه..وستجبرني على إتباع
القانون بالقانون نفسه.. وتم وضع القانون لإجباري على عدم المخالفة وإذا
خالفت ستتم معاقبتي فوراً..ولم تترك لي أي فرصة للسماح للرجوع للقانون مرة
آخرى وتطبيقة..يعني لو قتلت واحد مثلاً مش هقولك معلش سامحني وأنا تُبت مش
هعمل كده تاني وأعفيني من العقاب.
ولكن
الآية: تقول ان الرسول عليه الصلاة والسلام جاء بالحق وأظهره..وترك للانسان
الحرية ان يختار الحق او يحيد عنه ومن يحيد يتحمل العقاب في الآخره..فالله
أعطى لنا الفرصة للتوبة..ولكن في قانونك الوضعي لم ولن تضع لي فرصة للتوبة
ولا الرجوع مرة آخرى.
الملخص:
اخطأت في قياسك يا أستاذ يسري فودة..فأنت تريد أن تقول أن الإنسان ((حُر))
يعني إذا كان أمامه طريقين يختار احدهما..وسواء إختار الطريق الاول أو
الثاني لم يعاقب لإنه حر..ولكن الآية ليست بهذا المفهوم..فالله ترك لك حرية
إختيار الحق أو الباطل..وإذا إخترت الحق ستنجو..وإذا إخترت الباطل ستعاقب
في الآخرة..فأنت تريد أن تلغي مفهوم العقاب على الإطلاق وهذا لم توفق فيه
لآن الآية لم تلغي العقاب.
يعني الفرق: أنت عايز حرية لا يترتب عليها عقاب..ولكن الآية تركت لك الحرية في إختيارك ولكن ستعاقب على الإختيار الخاطىء..وضحت ولا لسه؟
المحور الرابع:
أنت تقارن الحرية بمفهوم الليبرالية بحرية الإعتقاد في الإسلام..وأذكر لك هذه الآية:
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ – البقرة 256
ما
أروع هذه الآية التي توضح لنا قوة الحق..و قوة العقيدة الإسلامية..فالحق
واضح والادلة كثيرة التي يتضح بها الحق من الباطل..فلا ينبغي لي أن اٌكره
شخص على الدخول في هذا الدين العظيم
ولكن
في الليبرالية ستُكرهني على إتباع القانون..أليس كذلك؟ أم ستعطيني الحرية
وتقول لي لو لم تتبع القانون فأنت حر أيضاً؟ وهذا دليل آخر على فشل مقارنتك
وإسقاطك العجيب من الآية لمفهوم الليبرالية
من الآخر:
إخترعوا
في الليبرالية في العلمانية في البتنجانية في الملوخية لكن متخترعش في
الدين وتحاول تطوع الدين على هواك...فالإسلام فيه حرية ولكنها لها حدود
ولها سقف..وأيضاً العلمانية والليبرالية التي تدعون إليها فيها حرية ولها
حدود وسقف أيضاً..
ولكن حدودكم وسقفكم للحرية هو القوانين الوضعية ..ونتحداكم إذا ذكرتم لنا بلد واحدة فيها حرية غير مقيدة .
ولكن حدود وسقف الحرية في الإسلام هو الشريعة الإلهية. فالله أدرى بخلقه من كل البشر يا أستاذ يسري..والسلام ختام