/>

هل تتجه مصر نحو التطرف؟!النخبة والسياسيين قادة الفتن في التوك توك شو






هل تتجه مصر نحو التطرف؟!


محمود سلطان   |  24-10-2011 23:20

إلى أين تتجه النخب السياسية والفكرية والدينية في مصر؟!.. هذا السؤال قد بات مشروعا.. بعد رصد ما يقلق حقا، من مواقف بعد مرور ما يقرب من ثمانية أشهر من عمر الثورة.
المخيف في المشهد، أن ثمة ما يشير إلى تنامي نزعة "التطرف" عند جميع الأطراف، على النحو الذي يخلف فزعا في النفوس التي تراقب مآلات الموقف أو تصطدم به بالمصادفة.
لقد شهدت ليلة أمس أستاذا للعلوم السياسية وصف نفسه بـ"الثوري" و"المناضل" على "المحور" في برنامج تقدمه الإعلامية ريهام السهلي، وهو يحرض وبتطرف وعصبية على "مقاطعة الانتخابات" .. ما حمل المفكر اليساري البارز عبد الغفار شكر على وصف هذا التحريض بـ"الجريمة السياسية".
ويبدو لي أن عدم قدرة النخبة المصرية على "الإبداع السياسي" يجعلها تبحث عن تعويض نفسى لهذا العجز من خلال إثارة الصخب المخلوط بقسمات وجه متجهمة ومتوترة وعصبية وخطاب سياسي زاعق.. وهي المساحة المسكوت عنها أو "المطمورة" والتي ربما أفصحت عن نفسها، من خلال عقد أية مقارنة بسيطة بين التجربتين: المصرية والتونسية.
لقد صدرت فتوى منذ أيام بـ"تحريم" الزواج من "الفلول".. وأخرى من مرشح على مقعد الرئاسة تحرم استخدام "الشعارات الدينية".. وخرج الآلاف من السلفيين للتظاهر أمام محكمة كفر الشيخ انتصارا للداعية الإسلامي الكبير فضيلة الشيخ أبى اسحاق الحويني.. في خصومته مع فضيلة المفتي الشيخ على جمعة!
والصحفيون يرفضون الإشراف القضائي على انتخابات النقابة ويعتدي صحفي على أحد القضاة.. والطلاب يعتدون على الأساتذة بالجامعات ويقتحمون مكاتب العمداء ورؤساء الجامعات احتجاجا على نتائج الانتخابات.. والمحامون يغلقون المحاكم ويمنعون القضاة من أداء عملهم.. وموظفون يقتحمون مكاتب مديري الشركات ويحتجزونهم كرهائن.. وأقباط يعتدون على الممتلكات العامة، ويرفعون السلاح ضد الجيش الوطني، ويقتلون منه ثلاثة جنود وقساوسة يهددون قيادات الدولة بـ"الضرب بالجزمة" و"فقأ العيون" وبـ"الذبح" واقتحام مقر التليفزيون واحتلاله.!
ثم نسمع من د. محمد أبو الغار بأن الشريعة الإسلامية "موضة قديمة".. ومن يوسف القعيد طلبه بإعادة النظر في اسم مصر.. وأن نغير اسمها من جمهورية مصر العربية إلى "مصر" فقط.!
ولا يمكن بحال أن يطمئن الضمير الوطني العام، لهذا التحول "الجمعي" المدهش نحو العنف والتطرف.. والأخطر أنه يصدر من النخب السياسية والعلمية والدينية والفكرية أيضا، وهي ظاهرة لا تبعث أبدا على التفاؤل، ويبدو لي أن صدارة المشهد منذ الثورة قد تم اختطافه من قبل النخب المتطرفة، أو من تلك التي ليس لها أية خبرة سياسية تؤهلها لأن تتصرف بمسؤولية.. غير أن الأمل سيظل معقودا على الانتخابات القادمة لعلها تفرز وجوها وقوى سياسية جديدة تكون أكثر استنارة واعتدالا وتستحق أن تقود مصر ما بعد الثورة.
almesryoonmahmod@gmail.com 








التعليقات
0 التعليقات